حكم التمثيل ومشاهدة الأفلام
السؤال: يقول السائل : ما حكم
التمثيل وما حكم مشاهدة الأفلام الأجنبية وخاصة الأفلام التى تدعوا إلى
المعتقدات الباطلة مثل الصلبان والمياه المباركة وغير ذلك علماً بأننى لا
أعتقد بتلك المعتقدات الباطلة ؟
نص الفتوى: أخى
الكريم سأذكر لك تسلسل العلماء فى الكلام فى حكم التمثيل وبناءًا على حكم
التمثيل ينبنى حكم مشاهدة الممثلين والممثلات فمن العلماء من ذهب إلى حرمة
ذلك مطلقاً وهو جمهور كبير من أهل العلم من المعاصرين ومنهم من ذهب إلى
جوازه إن كان يدل على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وكان قد خلا من كل محرم
أو شبهة تحدث لبساً على المشاهد وأما الذى فيه محرمات كالنساء والموسيقى
وغير ذلك فهو محرم بإتفاق العلماء رضى الله عنهم أجمعين ، فإذا كان أصل
التمثيل قد إختلف العلماء فيه فكيف بتمثيل قد يوجد فيه النساء أما عن
الأفلام الأجنبية والتى يقوم بها غير المسلمين فنرى أنها بالطبع تحتوى على
كثير من المخالفات الشرعية التى لا يرضاها رب البرية ، ثم إن كنت أنت
صالحاً فى إعتقادك فلا بد أن تعتقد أن طاعة الرسول واجبة وأن طاعة الله
تعالى الذى أرسل الرسول واجبة ، والله ورسوله لم يأمروا بذلك بل نهوا عن
مثل ذلك لما فيه من الباطل والزور وقد نص فقهاؤنا رحمهم الله تعالى على أنه
لا يجوز للمرء أن يشاهد السحرة والكهنة والعرافين عند رؤيتهم يصنعون هذه
الأشياء فمنهم من حرم وهو الجمهور ومنهم من كره كراهةً شديدة قال بعض
الشافعية ويحرم التفرج على نحو البهلوان وأهل الشعبذة والشعوذة ونحو ذلك من
الأمور الباطلة واستدلوا لها بقول الله تعالى : " والذين لا يشهدون الزور
وإذا مروا باللغوا مروا كراما " أى لا يشهدون الزور ولأن الحضور فيه نوع
إقرار والله تبارك وتعالى نهانا عن إظهار إقرار أهل البدع والذنوب والمعاصى
على ماهم عليه مما هم فيه من المعاصى والذنوب والبدع ، فلا ينبغى أن نكثر
سوادهم ولا أن نحضر مجالسهم ولا ما يعتقدونه فيها من الباطل والزور الذى
ليس هو من دين الله سبحانه وتعالى فى شئ ، أما أنك تكفر أو لا تكفر فإنك لا
تكفر إلا إذا إعتقدت بهذه المعتقدات الباطلة أما إنك إذا شاهدت فهى معصية
من المعاصى يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى منها وأن ترجع إلى حظيرة
الطاعة مرة أخرى بعد أن بعدت عنها ونبذتها . والله أعلم .
المفتي الشيخ / علي ونيس