مــاذا يــحــدث بـعـد الـنـوم !!
ترتخي
العضلات، وتغلق الأجفان، وتهدأ الأنفاس، وتتعطل الاتصالات مع الخارج، لا
استجابة للصوت أو الضوء، عندها يبدأ نشاط الدماغ. ولكن..
ماذا يفعل الدماغ في منتصف الليل؟
في فترة النوم، يبدأ الدماغ باسترجاع المعلومات التي خزنها في اليقظة، ليعيد تصنيفها وحفظها في الذاكرة بطريقة افضل واضبط.
يقول الباحثون أن الدماغ يتذكر الأحداث ويخزن المهارات الجديدة خلال نومك.
أي وفي الوقت الذي تغطين فيه في النوم، يكون دماغك مشغولا بتحضير ما يلزم
الجسم لنهار اليوم التالي. وبدون النوم يصبح صعبا عليك التحكم في المهارات
أو المكتسبات الجديدة. فالذاكرة والتعلم تتحسنان خلال النوم. هذا ما جاء في
مجلة العلوم العصبية ، وهو ما قد يكون أحد الأسباب التي يفسر حاجة الأطفال
والأولاد واليافعين لنوم أكثر من الكبار.
التجربة :
ضمت الدراسة 12 شابا، أجريت لهم تمارين نقر بالإصبع مثل استعمال البيانو.
أُعطي الشباب درسا في الصباح، ثم أُجري فحص لهم بعد 12 ساعة لاحقة (مساء).
وفي اختبار آخر أُعطي الشباب درسا في المساء، واجري الفحص لهم بعد 12 ساعة
(صباحا).
النتائج :
كانت نتيجة فحص الصباح افضل. وهو ما يمكن أن يفسر أن فحص الصباح سبقه نوم الليل.
استعمل الباحثون صورا مسحية للدماغ في الدراسة. حيث أظهرت الصور نموذجا
مختلفا لنشاط الدماغ بعد النوم. فقد كان الجزء الأسفل من الدماغ أكثر
نشاطا، حيث كانت هذه المنطقة اكثر نشاطا لدى الشباب الذين تمتعوا بنوم خلال
الليل. ولم يظهر هذا النشاط في أجزاء الدماغ الأقرب إلى مركز الدماغ التي
من وظائفها النشاط العاطفي والتوتر والانفعالات، فقد كانت هذه الأجزاء أقل
نشاطا بعد النوم. أما الجزء الأسفل من الدماغ فمن وظائفه التحكم بالسرعة
والدقة.
تعلم خلال النوم :
يبدو أن النشاط في الدماغ
ينتقل من منطقة إلى منطقة أخرى خلال النوم، وينتقل التذكر من منطقة في
الدماغ إلى منطقة اكثر فعالية. وبهذا يكون تذكر المهام السابقة اكثر سرعة
ودقة دون توتر أو انفعالات مصاحبة.
النوم والأطفال :
يحتاج الرضع والأطفال واليافعين إلى نوم أكثر من الكبار، حيث يبدو أن
النوم يلعب دورا مهما في نمو وتطور الإنسان. إذ يبدأ المولود الجديد في
تخزين معلومات هائلة جدا من حوله، وكلها جديدة، ولهذا يحتاج وقتا أطول
لتثبيت هذه المعلومات في الذاكرة. وبعبارة أخرى يمكن القول: أن على
الوالدين أن يعملوا على توفير الراحة للأطفال حتى يناموا بشكل كاف، وعدم
إشراكهم في السهر القاتل للجميع.
النوم لإعادة تأهيل الدماغ :
قد يكون النوم عاملا هاما في إعادة تأهيل بعض حالات الصدمات الدماغية،
بالرغم من أن هذا لم تختبره الدراسة. ففي حالات كثيرة يحتاج المصاب إلى
تعلم الأشياء أو اللغة من جديد بعد تعرضه لحادث في الدماغ.
لذا
يعتبر النوم أحد المتطلبات الأساسية في تطور ونجاح التلاميذ والطلاب. ولا
يمكن حرمان الدماغ من النوم الكافي والحصول على نتائج تعليمية جيدة
بناء على ذلك، قد يكون النوم في منتصف النهار (القيلولة) هي فترة جيدة
للدماغ ليحفظ المعلومات السابقة. وإن غفوة ساعة كفيلة بتحسين الأداء الذهني
بقية اليوم. ويمكن القول أن إغلاق التلفاز والذهاب للنوم في موعده يعطي
الدماغ فرصة ترتيب وضعه، وتنظيم نفسه.
منقول .