صحتك النفسية مفتاح سعادتك
ما معنى أن تكون متمتعاً بصحة نفسية جيدة؟
يقول البعض إن الصحة النفسية معناها
التفكير الناضج ، بينما يقول آخرون إن الصحة النفسية معناها اعتدال المزاج
والاستمتاع بالراحة والسكينة
وإذا أخذنا بالرأي القائل إن الصحة النفسية معناها النضج الكامل ، فهل هذا يعني أن الطفل غير الناضج لا يتمتع بصحة نفسية جيدة؟؟
الواقع أن الطفل الطبيعي يتمتع بصحة نفسية جيدة..وهذا لا ينفي أن للأفكار
دورها في أن يتمتع الإنسان بصحة نفسية جيدة ..فبعض الأفكار قد تنتهي بالمرء
إلى الانتحار أو الجنون أو إدمان المخدرات..وبعضها قد يقوده إلى تحقيق
السعادة واعتدال المزاج والتوازن النفسي..
إذن يمكننا القول إن الأفكار المفيدة للصحة النفسية
هي تلك الأفكار التي تنظم حياة الإنسان وترتب عواطفه وتحد من انفعالاته ،
فللأفكار دورها في ترتيب حياة الإنسان ، وللانفعالات المترتبة على الأفكار
دورها في تحقيق التوازن النفسي ومن ثم التمتع بصحة نفسية جيدة لدى
الإنسان..
كما أن للجسم دوره أيضاً في تحقيق السعادة النفسية فبعض الأمراض النفسية
تتصل بخلل في الجهاز العصبي أو الغدد الصماء ، وهو ما يسبب للمرء حالة من
عدم الاتزان النفسي ، كما أن إصابة الجسم بأي مرض أو عاهة قد يؤثر على
الصحة النفسية خاصة إذا كان مصاحباً بأفكار تشاؤمية عن هذا المرض..
ولعلنا نتساءل بعد هذا عن الوسائل التي يمكن أن يستعين بها المرء للحفاظ على صحته النفسية ، ونوجز الإجابة فيما يلي:
أولاً: جدد أهداف حياتك:
فالواقع أن الإنسان الذي تنضب أهدافه في الحياة يفقد بالتالي صحته
النفسية ، فإذا لم تجدد أهدافك أو قل إذا أنت استنفذت أهدافك في الحياة ،
فإن اليأس يحل لديك محل الرجاء ، ويحل الشقاء محل السعادة ، ويحل المرض
النفسي محل الصحة النفسية ، لذا فإننا ننصح الذين يخرجون على المعاش بأن
يسارعوا للتخطيط لأهداف جديدة في حياتهم يترسمونها للحياة ، إن الواحد منهم
يجب أن يؤمن أن أهدافه في الحياة لم تنتهِ بانقضاء سنوات عمله في الوظيفة ،
إن الحياة رحبة رحابة الأفق ، فمن يغلق نفسه على أهدافه في العمل أو
الوظيفة ثم يتركها لا يستطيع بحال من الأحوال أن يتمتع بصحة نفسية جيدة..
ثانياً: جدد علاقاتك الاجتماعية:
فبعض الناس يغلقون على أنفسهم أبواب العلاقات الاجتماعية ولا يرغبون
في إقامة أي علاقة صداقة جديدة مع أي إنسان جديد ، فإذا فقدوا أياً من
أصدقائهم بالفراق أو الموت أو المغاضبة فإنهم يفشلون في إحلال صديق مكانه ،
وبذا فإن حياتهم تأخذ في الذبول ذلك أن قانون العلاقات الاجتماعية يحتم
تجديد العلاقات الاجتماعية لأن الحياة آخذه في التغير ، فإذا لم تجدد
علاقاتك الاجتماعية فسوف يأتي يوم تجد فيه نفسك وحيداً وبالتالي ستتدهور
صحتك النفسية..
ثالثاً: اخرج وتريض وانطلق ولا تركن للخمول:
فالواقع أن الانطلاق والخروج والتريض بعيداً عن مكان السكن يساعد في
استهلاك الطاقة الجسمية الزائدة ، وهذا هام للغاية للتمتع بصحة نفسية جيدة ،
فلقد وُجِد أن هناك علاقة وثيقة بين الخلل النفسي والخمول الجسمي ، فإذا
لم تقم بتحريك جسمك لم تستطع استنفاذ الطاقة القديمة وإحلال طاقات جديدة
بدلاً منها مما يساعدك على التمتع بالنشاط والصحة النفسية..
رابعاً: تمتع بهواية ما أو بأكثر من هواية تكون مباينة لطبيعة عملك:
فمهما كان عملك مسلياً ومحبباً إلى نفسك فإنك في حاجة لتغيير نشاطك
في وقت الفراغ حتى لا تشعر بالملل من عملك الأصلي ، كما أن الهواية تساعد
على التمتع بصحة نفسية جيدة ، حيث يلاحظ أن أولئك الذين يتمتعون بصحة نفسية
جيدة لا يتعرضون للمرض النفسي..
خامساً: عش معتدلاً في نومك وفي مأكلك وفي الانكباب على عملك:
ذلك أن الإفراط في كل شيء أو أي شيء مجلبة للإصابة بالمرض النفسي ،
ناهيك عن النتائج الوخيمة التي يمكن أن تترتب عن الإفراط ، فإذا ما راعيت
الاعتدال والتوسط في كل شيء ، فإنك تعيش سعيداً صحيح النفس البدن معا.ً