اليك
سيدتي نظام غذائي حديث يعد بالصحة الجيدة والشفاء من أمراض القلب وانسداد
الشرايين التاجية، وأكثر من ذلك يعد بفقد الوزن الزائد والوصول الى الرشاقة
والحيوية . والسر في ذلك هو التركيز على الأغذية النباتية عالية الألياف
ومنخفضة الدهون . وهذه المدرسة الناجحة في عالم الرشاقة وخفض الوزن تنادي
بالجمع بين الغذاء والتمرينات الرياضية التي تسمح للجسم بحرق الدهون بطريقة
أكثر فعالية .
وأهم فكرة في هذه الطريقة هو النجاح في خفض الوزن لا يكون عن طريق تقييد
كمية السعرات التي نأكلها ، بل عن طريق مراقبة نوعية ما نأكله منها ، ومن
ثم يجب التفريق بين الأطعمة التي يجب أن نأكلها كل الوقت ، وتلك التي يجب
أن نأكلها بعض الوقت ، ثم تلك التي لا يجب أن نأكلها في أي وقت .
أطعمة يمكن أن نأكلها في أي وقت نشعر فيه بالجوع وبأي كمية:
البقوليات
أي نوع من الفواكه .
الحبوب بأنواعها
الخضروات .
أطعمة يجب تناولها باعتدال:
منتجات اللبن منزوعة الدسم : اللبن منزوع الدسم ، الزبادي ، الجبن منزوع الدسم ، بياض البيض .
أية منتجات ألبان تجارية خالية من الدهون ولكن بدون سكر مثل المثلجات خالية الدسم والسكر .
أطعمة يجب تجنبها:
كل أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك والدواجن ( اذا كنت لا تستطيع الامتناع عن اللحم يمكنك أن تأكل اقل قدر ممكن ) .
الزيوت والدهون وكل المنتجات المحتوية عليها .
الزيتون والأفوكادو والمكسرات والبذور .
منتجات الألبان غير منزوعة الدسم .
السكر ومشتقاته ، والعسل الأبيض والأسود والفركتوز ، والكحوليات .
أية أغذية تجارية تحتوى على دهون .
وباتباع هذه الخطة تكون قد حصلت على اقل من 10% من سعرات طعامك من الدهون.
مع ملاحظة أنه يمكن الاكثار من عدد وجباتك مع التقليل من الكميات في كل
وجبة ، حيث أن هذا النظام يجعلك تشعر بالجوع كثيرا ، ولكنك ستشعر بالشبع
أسرع، وفي هذا النظام يمكنك أن تأكل كل ثلاث ساعات حتى لا يزيد معدل هورمون
الكورتيزول في الجسم، ويؤدي هذا النظام الى استهلاك الجسم للدهون المختزنة
وخاصة في منطقة البطن. وهكذا فانك ستأكل أكثر بدون أن تزيد من عدد السعرات
التي تتناولها .
لكن هذا النظام هو أكثر من مجرد رجيم غذائي ، ذلك أنك يجب أن تقوم بتمرينات
رياضية لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا ، أو ساعة ثلاث مرات اسبوعيا ، كما
أن التأمل والاسترخاء والتدليك وممارسة اليوجا تعتبر من العوامل المساعدة
أيضا في نجاح النظام .
كيف يعمل نظام طعام أكثر ووزن أقل ؟
يعتقد د . دين أورنيش مبتكر هذا النظام أن نظام التمثيل الغذائي للانسان قد
استقر في العصور السحيقة على حقيقة أنه لم يكن يعرف متى وأين سيحصل على
وجبته التالية ، اذ كانت هناك أوقات يشح فيها الطعام ، فكان الجسم بالطبع
يريد أن يحتفظ بالطاقة قدر الامكان مختزنا أية طاقة زائدة في صورة دهون .
وفي عصرنا الحديث حيث يستطيع معظمنا الوصول الى الطعام في أي وقت ، فان
أجسادنا لم تستطع التأقلم بعد على هذه الطريقة الجديدة في الحياة التي يتاح
فيها الطعام بوفرة كل الوقت (على الأقل لمن يعانون من السمنة وزيادة الوزن
) .
ويستطيع الجسمخفض معدل احراقه للسعرات بمجرد أن يستشعر أن امداداته منها قد
انخفض ، وذلك في حالة اتباع الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات ، مما يؤدي
بالجسم الى الوصول لحالة الثبات في الوزن ، أي أن معدل استهلاك السعرات يقل
مع انخفاض معدل امداد السعرات من خلال الطعام . ولعل معظمنا قد مر بتجربة
فقد بضعة كيلوجرامات في أول أسبوع أو أسبوعين من اتباع نظام غذائي منخفض
السعرات ، ثم بعدها يتسمر الميزان ولا يريد أن يتحرك ، ويظل الوزن كما هو ،
لأسبوع أو لأكثر .
ولكن هذه الطريقة التي نناقشها اليوم تقرر أنه عندما تأكل كل ماتريده ،
وعندما تأكل كلما شعرت بالجوع فان التمثيل الغذائي للجسم يظل في معدله
العادي ، وربما في معدل أكبر . كما أن المحتوى العالي من الألياف يقلل من
امتصاص الطعام في الجهاز الهضمي ، فتشعر بالامتلاء لفترة أطول بكميات أقل
مما لو كنت تأكل وجبات قليلة السعرات ولكن قليلة الألياف . ومن المعروف أن
الكربوهيدرات (النشويات ) المعقدة الموجودة في الحبوب والبقول لا تؤدي الى
ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم مثل اليويو ، بل تظل في مستوى مستقر
مما يؤدي الى حالة من الاحساس بالشبع ، ويستتبع ذلك بالطبع إنخفاض وزن
الجسم
والتمرينات الرياضية مهمة ، وهذه يجب أن تكون طويلة وبطيئة حتي تستعمل دهون
الجسم كوقود . ان التمرينات المتوسطة التي تؤدى بطريقة منتظمة تقود الى
تحسين معدل التمثيل الغذائي للجسم ، بينما يعتقد البعض أن التمرينات القوية
لفترة قصيرة من الوقت قد تؤدي الى انخفاض التمثيل الغذائي
ويطالب هذا النظام الغذائي متبعيه بأن يعمدوا الى التأمل والاسترخاء ، ليس
طلبا لذوبان الدهون ، بل لأن تهدئة الذهن تزيد من احساس المرء بذاته ،
وبقدرته على تحمل الصعاب والضغوط ، وهو ما يسمى بطعام الروح ، ذلك أنك
عندما تغذي الروح فانك لن تحتاج الى تناول مزيد من الطعام للجسم . ويقول د .
أورنيش صاحب النظرية : " أنك عندما تخوض تجربة الحياة الممتلئة ، فان
احتياجك لملء الفراغ بالطعام سيتلاشى " .
رأي الخبراء في هذا النظام:
يرى الخبراء أن دكتور أورنيش قد وضع تأثيرا ايجابيا بهذه الطريقة في
التغذية ، وخصوصا عندما أثبتت دراساته الاكلينيكية أن هذا النظام قد نجح
بالفعل في اعادة الصحة الى القلوب والشرايين التاجية للمرضى من متبعيه ،
بدون المرور في تجارب العلاج الجراحي . فقال عنه أحد الأطباء الباحثين : "
ان هذا النظام هو الوحيد بين الأنواع المعروفة الذي نجد له جذورا تمتد بقوة
في العلم ، اذ أن الأمر المهم ليس فقط هو خفض الوزن بدون عد السعرات ، بل
انه يمد المرء بالصحة الجيدة ويعالج أمراض القلب أيضا ، كما يقلل من مخاطر
السرطان ويساعد بقوة في السيطرة على مرض السكر وضغط الدم العالي " .
ويقول باحث آخر : " يؤخذ على هذا النطام أنه يتطلب تعلم عادات تغذية جديدة
تماما ، قد تعتبر جذرية . ولكن بعد أسبوع أو أكثر فان هذا النظام يصبح
فعالا ، اذ أن الجسم يخفض من وزنه بصورة تلقائية ويصبح للناس احساس افضل
بالطاقة فيفضلون أن يلتزموا به من تلقاء أنفسهم " .
ومن ناحية أخرى ، فان باحث آخر يبدو متشككا ، حيث أنه يعتقد أن الملتزمون
فقط هم من سيتبعون هذا النظام لأنه متصلب ولا يسمح بخيارات متعددة من
الطعام لمن أعتادوا أساليب الطعام الحديثة . كما أن الناس سيجهدون من جراء
أكل أغذية قليلة الدسم.
ويضيف باحث أخر أن نوع الدهون هو ما يهم بالنسبة لأمراض القلب وليس كمياته ،
ذلك أن الزيوت غير المشبعة المتعددة والأحادية تحمي بالفعل من أمراض القلب
. ويرى الباحث أن د . أورنيش لم يميز بين الدهون الجيدة والدهون السيئة
واعتبرها كلها دهون فحسب . وعلى هذا الأساس فانه ينتقد منع النظام لتناول
المكسرات والأسماك حيث أن دهونها مفيدة للقلب .
محصلة نهائية:
وفي النهاية يمكن القول أن هذا النظام سيكون مفيدا على المدى الطويل
للنباتين ، ومن يرغبون في أن يكونوا نباتيين . والتوصيات بأكل كميات صغيرة
ومتكررة من الطعام تتطلب تغيير برنامج التغذية لمن يريد اتباع هذا النظام
الصحي المفيد ، وهذا قد يكون صعبا على البعض . ويبقى أن هذا النظام يساعد
بالفعل في خفض الوزن مع عدم الاحساس بالجوع ، ويساعد على الاحتفاظ بالوزن
المنخفض بدون رجوع للسمنة، وهو ما يتفق عليه معظم خبراء التغذية ، بالاضافة
الى قدرته على علاج أمراض القلب والشرايين بل وعكس تطورها من المرض الى
الصحة ، وهذا ما أثبتته الدراسات الاكلينيكية الموثقة .