اختلاف الإرشاد وفقا لاختلاف مراحل
النمو
المقدمة:
يمر الإرشاد الطلابي من خلال ثلاث مراحل تعليمية هي : المرحلة
الابتدائية والمتوسطة والثانوية ،وهي في الواقع تتزامن مع مراحل النمو التي
يمربها الإنسان في حياته ، ومن هنا تكمن المشكلة في أن كثيرا من المرشدين
لاسيما غير المختصين بالدراسات النفسية والاجتماعية لايدركون أهمية دراسة
مراحل النمو للطفل والمراهق فانعكس ذلك في نظري على ضعف أداء المرشد غير
المختص ، لأن معاملة الصغير تختلف عن معاملة المراهق ومعاملة المراهق تختلف
عن معاملة الشاب والكهل ، لذا آثرت التحدث عن هذا الموضوع لأهميته للمرشد ،
ولمساعدة المرشد على اختيار البرامج الإرشادية الملائمة لكل مرحلة و التي
يجب عليه التركيز عليها دون غيرها في كل مرحلة دراسية ، ولأوضح من خلال هذه
المحاضرة أهمية المرحلة الابتدائية بالذا ت على اعتبار أنها القاعدة
والأساس في تعليم الطالب ، فإذا تخرج الطالب قويا متمكنا مكتسبا لجميع
المهارات التي درست له استمر قويا في جميع المراحل التالية ، أما إذا كان
ضعيفا في المرحلة الابتدائية فإنه سوف يستمر ضعيفا فيما يتلو هذه المرحلة
من مراحل .
اختلاف الإرشاد باختلاف المرحلة التي يمر بها الطالب:
يختلف الإرشاد في كل مرحلة من مراحل التعليم العام وفقا للمرحلة
الدراسية التي يمر بها الطالب والطالبة ووفقا لاختلاف النمو بين الجنسين
فمثلا في .
المرحلة الابتدائية :
يركز المرشد في هذه المرحلة على الإرشاد باللعب والأسبوع التمهيدي
ودراسة مشكلات الطفولة وغرس حب المهنة في نفوس التلاميذ عن طريق الجمعية
المهنية بالمدرسة، كما يركز المرشد على رعاية النمو السليم وإزالة ما يعوق
نموا لتلميذ من مشكلات تعرقل مسيرته الدراسية والنفسية والاجتماعية كما
يسعى المرشد المدرسي إلى إيجاد بدائل مسانده للتلاميذ المتعثرين دراسيا
وذلك بالنظر في وضعهم عن طريق لجنة التوجيه والإرشاد والاهتمام بغرفة
المصادر ومساعدة معلم صعوبات التعلم في عمله وذلك بفرز الطلاب الذين
لايعانون من صعوبات في التعلم عن الطلاب المتأخرين دراسيا وبطيء التعلم ،
كما أن المرشد يهتم بأولياء الطلاب وكسب ثقتهم والتعاون معهم في الرفع من
مستوى التلميذ الدراسي والسلوكي لأن العمل الإرشادي في المرحلة الإبتدائية
ينصب على أولياء التلاميذ على إعتبار أن الطلاب في المرحلة الابتدائية كلهم
أطفال فهم بحاجة ماسة إلى رعاية الكبارأكثر من طلاب المرحلتين المتوسطه
والثانوية، لذا على المرشد الطلابي والمرشدة الطلابية أن يهتما اهتماما
خاصا بتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة فكلما كانت هذه العلاقة قوية كلما
نجحت البرامج الإرشادية الأخرى في المدرسة ،وتقديم المشورة للمعلمين
وأولياء أمور الطلاب فيما يتعلق بالأساليب التربوية الهادفة وكيفية تعامل
المعلمين وأولياء أمورهم مع مشكلات الطلاب واكتشافها في وقت مبكر وتقديم
الخدمات الإرشادية اللازمة لهم، بينما في.
المرحلة المتوسطة :
يركز المرشد والمرشدة في هذه المرحلةعلى مشكلات المراهقة على اعتبار
أنها أدق مرحلة يمر بها الفرد في حياته كما يركز على الجوانب الوقائية
الأخرى للحيلولة دون انتشار بعض المظاهر السلوكية السيئة في المدرسة كمشكلة
التدخين والمخدرات والمظاهر الدخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي ،كما
أنه ينبغي التركيز أيضا على الإرشاد التعليمي والمهني في آخر المرحلة
المتوسطة للطلاب الذين لاينوون مواصلة الدراسة في المرحلة الثانوية وذلك
بتبصيرهم بالفرص المتاحة لهم في المجتمع والكشف لهم عن المعاهد والمراكز
التي تقبلهم بعد تخرجهم من الصف الثالث متوسط ، فليس كل طالب يدرس في
المرحلة المتوسطة لزاما عليه الالتحاق بالجامعة،وزيارة المصانع والمؤ سسات
والمراكز المهنية والعسكرية ، فهناك طلاب يدرسون في المرحلة المتوسطة يتضح
من متابعتهم ومعايشتهم من قبل المرشد الطلابي والمعلمين بأنه يستحيل أن
يكملوا دراستهم الثانوية هذا فضلا عن الجامعية فهؤلاء يتم حصرهم وتوجيههم
لدراسات تتناسب مع وضعهم فمثلا يتم توجيههم للمراكز والمعاهد المهنية او
العسكرية بدل من ضياعهم لأنهم لم يجدوا المساعدة والعون من المرشد الطلابي
في مدرستهم .
المرحلة الثانوية:
في المرحلة الثانوية يركز المرشد على الإرشاد التعليمي والمهني
والاستفادة القصوى من دليل الطالب التعليمي والمهني إلى جانب مجالات
الإرشاد الأخرى كالإرشاد الوقائي والإنمائي والاجتماعي والأخلاقي
000ألخ،علما أن هناك برامج مشتركه بين المراحل الثلاث ينبغي للمرشد التركيز
عليها فهي لاتتقيد بأي مرحلة من مراحل النمو مثل الإرشاد الوقائي ودراسة
الحالة الفردية وتدوين المعلومات في سجل الطالب الشامل وتكريم المتفوقين
ورعايتهم ودراسة مشكلاتهم ، وإعداد البحوث التربوية التي تتعلق بالعملية
التربوية مثل مشكلة التسرب والرسوب والتأخر الدراسي والتأخر الصباحي وبعض
المظاهر الشاذة التي تلحظ على التلاميذ000ألخ، هذه لمحة بسيطة عما يمارسه
المرشد الطلابي في المدرسة ولست بصدد تعد يد البرامج والمناهج الإرشادية
التي يمارسها المرشد في المدرسة وعموما الإرشاد يرتكز على ثلاث أسس هي :
الإرشاد الإنمائي، والإرشاد الوقائي، والإرشاد العلاجي وهذه عامة لجميع
المراحل الدراسية دون استثناء ، والذي أريد أن أصل إليه هل يراعي المرشد
الطلابي في تعامله مع الطلاب مراحل النمو فيكون توجيهه وإرشاده للطالب وفقا
لمراحل نموه ؟ ، أم أن المرشد يتعامل مع برامج الإرشاد كما لوكانت قوالب
موضوعة تصلح لكل طالب ولكل سن دون مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب أ و
على الأصح دون مراعاة ما يمرون به من مراحل النمو المختلفة، ولعل مرشدا
كهذا يخفق في العملية الإرشادية ، ولا يكون مرشدا فعالا لأنه يضع الأمور في
غير موضعها فيقدم برامج إرشادية لاتتناسب مع المرحلة التي يمارس الإرشاد
فيها المثال على ذلك المرشد الذي يركز على مكافحة التدخين ويصب جهوده ووقته
على هذه المشكلة ويهمل بقية البرامج الإرشاديةالأخرى ،
اقتراح ، أنا شخصيا اقترح أن يؤخذ في الاعتبار تأهيل المرشد في
الجامعة وإعداده للمرحلة التي سيعمل فيها مستقبلا فمثلا مرشد طلابي سيعمل
في المرحلة الابتدائية ينبغي أن يركز عليه في تأهيله وتدريبه على أنه
سيعمل مستقبلا مع تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين تقع أعمارهم مابين سن
6-12( مرحلة الطفولة المتأخرة ) فيدرب على كيفية تطبيق الاختبارات النفسية
الخاصة بهذه المرحلة مثل اختبار الاستعداد المدرسي أو أنه سيعمل في المرحلة
الثانوية فيدرب على تطبيق اختبار القدرات والميول وغير ذلك بما يتناسب مع
كل مرحلة لكي يكون للإرشاد قيمة ومعنى ، لاأن يكون قوالب موضوعة مسبقا يلبس
بها أي طالب دون مراعاة مابين الطلاب من اختلافات ، وفروق0 وعدم مراعاة
مراحل النمو التي يمرون بها فكل مرحلة تحتاج من المربي إلى تعامل خاص يختلف
عن المراحل الأخرى ، كما أن على المرشد الاطلاع على أهداف المرحلة التي
سوف يعمل ويطلع على سياسية التعليم في المملكة العربية السعودية ويلم بكتيب
أخلاقيات مهنة الإرشاد الذي أصدرته اللجنة الوطنية للتوجيه والإرشاد
بوزارة التربية والتعليم .
بعض المرشدين يتسابقون اليوم للعمل في المدرسة الابتدائية اعتقادا منهم
أن العمل مع التلاميذ الصغار أسهل ، وما علموا أن المسألة ليست على ما
يعتقدون ، فالمشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية تبدأ في المرحلة
الابتدائية وما قبلها فإذا لم تباشر المشكلة في وقتها وعند بدء ظهورها على
يد المرشد استشرت وتطورت وزحفت مع الطالب إلى المراحل الأخرى التي تلي
المرحلة الابتدائية عندئذ يصعب علاجها ( فالنار من مستصغر الشرر) والورم
يبدأ صغيرا وعندما يكبر يصعب علاجه ، وسوف يكتشف المرشد أوالمرشدة في
المرحلة المتوسطة والثانوية أن هناك مشكلات زحفت عليه أو عليها في مدرسته
أو مدرستها من المرحلة السابقة وسيظهر تقصير المرشد في المرحلة الابتدائية
من خلال عمل المرشدين بالمرحلة المتوسطة والثانوية ، عندما يكتشف المرشد في
المرحلتين المتوسطة والثانوية أن هناك مشكلات لم يكتشفها مرشد المرحلة
الابتدائية ولم يقدم لها العون والمساعدة في حينها، أسأل الله العون
والسداد لإخواني المرشدين وأن يعينهم على ما يواجهون من مصاعب إرشادية
00000 والله أعلم 0
المراجع:
1- زهران حامد ( علم نفس النمو).
2- القوصي عبدا لعزيز ( الصحة النفسية).