أولا: مواصفات الملقي المتميز:
1- العلم والاضطلاع.
2- الإعداد الجيد ، والقاعدة تقول: " كل ساعة إلقاء بحاجة إلى عشر ساعات إعداد وتحضير" ، وأنصحك أخي أن تترك عنك ذلك الذي ينادي بأنه يلقي بدون إعداد أو تحضير ، وإنما من بنيات أفكاره وعقله ، فهذا قد يأتي بالجديد لفئة من الناس ، لكن قد يقف عاجزاً عن ذلك أمام حشد من المتعلمين والمثقفين ممن هم أمثاله أو يفوقونه ، فتجده لا يعد ويحضر عشر ساعات فقط ، بل ربما أياماً وليال!
3- المهارة اللغوية : بأن يحتفظ الملقي بكمٍ لا بأس به من الألفاظ المناسبة ، لا الكلمات العامية المكرورة ،
والتي لا ترغبها النفوس.
4- الاستماع الجيد: وهذا يكمن في الغالب عند استماع الأسئلة.
5- مراعاة حال السامعين ، وهذه ستمر معنا لاحقاً.
6- الثقة بالنفس: فالبعض إذا أخطأ في كلمة ، أو أبدل حروفها ، قد يتعثر عن المواصلة في الحديث ، ويعرق جبينه ، وربما يترك المكان.
7- الإيمان بما تقول ، وهناك الكثير من المواصفات ، ولعل ما سبق أبرزها.
ثانيا: طرق التخلص من التوتر والإرتباك أثناء الإلقاء:
الإنسان بطبيعته يميل إلى الخوف </A>من المجهول ، ويختلف خوف كل إنسان بحسب المواقف التي مرت به ، وبحسب ما يمتلكه من دوافع ومحفزات ، فقد نجد شقيقين كلاهما يعاني من التردد والخوف في مواجهة الجمهور ، فنجد أن الأول أصبح خطيباً بارعاً ، والآخر هو على حاله ، والسر في هذا الأمر هو ما يمتلكه كل واحد من دوافع ومحفزات إيجابية، فجانب الإيحاءات جانب مهم للتخلص من عوامل الخوف والإرتباك أثناء الإلقاء </A>، وبالجملة فجلسات الإسترخاء قائمة على ذلك ، فلا بد كمرحلة أولى ، أن نعطي أنفسنا طابع النظرة الإيجابية ، ونبتعد عن : أنا لا أستطيع أن ألقي أمام إخواني ، أنا لا أستطيع أن أعتلي المنبر فقد أتعثر في مشيتي ، وقد تسقط ورقة الخطبة ، أو قد تسقط ورقة التقديم في الحفل وأنا ألقي ، فلان ألقى الكلمة الفلانية وارتبك وضحك عليه الناس ، أنا لا أستطيع أن ألقي أمام من هو أعلم مني فقد أذكر قصة ويتهمني بأنها غير صحيحة أمام الناس وغيرها من العبارات السلبية التي لا تليق بالشخص الإيجابي، بل يجب الحرص على العبارات الإيجابية والنظرة الإيجابية للنفس ، مثل: أن يتخيل الإنسان نفسه وقد انتهى من الإلقاء ويتذكر مشاعر الناس من حوله ويسمع أصواتهم وهو يثنون عليه ويدعون له ، والبعض يمد يده ليسلم عليه،
هذا إن كان في مسجد ، وإن كان في حفل فيتخيل ويستشعر منسق الحفل وهو يضع يده على كتفه وهو مبتسم وفرح ومسرور . . . وهكذا ، فعلى الإنسان الملقي المبتدأ بالذات أن يعيش تلك المشاعر الإيجابية ويترك غيرها من مشاعر السلبية والإحباط ، وهذا هو الأمر الأول للتخلص من التوتر والإرتباك ثم بعد ذلك النزول إلى الميدان ، وقد يستغرب هذا البعض ، ولكن هذا هو الصحيح بعد أن يتمكن الملقي من الإلمام بالموضوع المطروح والإعداد له كما سيأتي لاحقاً. والنزول إلى الميدان يكون بتوسط واعتدال وتدرج ، وهذا هو الأفضل في نظري وخاصة عند البدايات، فالإلقاء يكون أمام خمسة أو عشرة ، ثم بعد ذلك الضعف ، ثم الضعف . . . وهكذا ، وحتماً لا يصل إلى المرة الرابعة أو الخامسة أو السادسة إلا وقد امتلك قدرة لا بأس بها في جانب الإلقاء ، وليس هذا هو ما أريده من هذه الدورة، بل ما أريده هو التميز والإبداع في الإلقاء ، وإلا فا الملقين كثر ، لكن من يحرص الناس على إلقاءه ، والتلذذ بطريقته وعرضه وأسلوبه هم الأقل!! وهذا الأمر هو الأمر الثاني للتخلص من التوتر والإرتباك الأمر الثالث مما يساعد على التخلص من التوتر والإرتباك: أن الذي يعيش الإرتباط والتوتر في الغالب لا ينتبه له الجمهور إلا إذا لفت الإنتباه له ، فلو عاش الملقي حين إلقاءه نظرة الناس الذي ينظرون له نظرة إيجابية لأبدع أيما إبداع.