جيهان
عدد المساهمات : 325 نقاط : 759 تاريخ التسجيل : 09/09/2010
| موضوع: لا يرتدي طفلك ملابسه الجديدة قبل غسلها الثلاثاء يناير 11, 2011 12:01 am | |
| لا يرتدي طفلك ملابسه الجديدة قبل غسلها
"سمعت أن الطفل يمكن أن يصاب بمرض جلدي من ملابسه الجديدة التي لم تغسل قبل لُبْسها، بعض ملابس الأطفال الغالية الثمن تكون مزينة بأنسجة مخملية أو مزخرفة ببعض الصور أو ما شابه مما يجعل غسلها مستحيلا، حتى الغسل الجاف للملابس يسرف في استخدام الكيماويات.. أفيدينا برأيك.. ولك الشكر".
هذا السؤال وجهته أم حائرة لطبيبة أطفال مختصة، تقوم بالرد على أسئلة الزوار التي ترد على ركن خاص بالصحة تحت عنوان "سل الخبير" في الموقع الرسمي لشبكة سي إن إن الأمريكية، جاءت إجابة الدكتورة جينفير شو التي تجيب بصفة منتظمة عن الأسئلة؛ لأنها استشارية طبية لموقع الشبكة الكبيرة كالتالي: "شكرا لسؤالك.. بشكل عام أنا أحبذ وأوصي أن تغسل ملابس الأطفال الجديدة قبل لبسها، خاصة إذا كانت تلك الملابس تلامس الجلد مباشرة. الأسباب الداعية لتلك التوصية تتضمن الحقيقة التي مفادها أن الملابس تتناولها أيادٍ عدة لأناس عديدين قبل أن تصل للبيت، حيث يتم لبسها لأول مرة، ومن المستحيل أن تعرف ما الذي تلامست معه أنسجة الملابس. إضافة لما سبق بعض الصبغات الخاصة المستخدمة في تلوين الأنسجة قد تترك بقايا لها على الجلد، أو ربما جاءت تلك الصبغات من احتكاك أنسجتها بأنسجة ملابس أخرى. أيضا هناك بعض الكيماويات يتم رشها على الملابس كي تظل طرية أو نقية أو خالية من الجراثيم. الفورمالدهايد على سبيل المثال، واحد من الكيماويات التي تستخدم في الملابس لمنع نمو البكتيريا عليها، وهي مادة حافظة أفادت تقارير أنها تتسبب في ردود أفعال تحسسية للجلد، لاسيما في مناطق الاحتكاك والتعرق الشديدة (مثل الالتهابات التي تنشأ لدى النساء اللاتي يستخدم حمالات للصدر تمت معالجتها بالفورمالدهايد). يضاف أيضا أن الفورمالدهايد يسبب حكة وتهيج للعينين والأنف ومجاري التنفس بالجسم". هنا لفتت الطبية إلى نقطة بالغة الأهمية أن استخدام تلك المادة يتم وفق معايير متفق عليها وبمقادير لها سقف في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بلادا أخرى خاصة البلدان النامية معروف وثابت أنها تستخدم مستويات أعلى من الفورمالدهايد للغرض نفسه. وختمت شو كلامها مشيرة إلى أن "الأطفال لديهم حساسية للمهيجات الكيماوية أعلى من البالغين، بما في ذلك الملابس التي هناك صعوبة في غسلها، وربما كانت فكرة جيدة أن يتم تهويتها لفترة قبل ارتدائها لأول مرة، والأفضل عزل تلك الملبوسات عن الجلد بارتداء ملابس داخلية قطنية خالصة تحتها". انتهى كلام الطبيبة شو ولها الشكر على إفادتها، ولتمام الفائدة نضيف لتلك النصيحة القيمة نصائح أخرى لمتخصصين بناء على مشاهدات أو تجارب أو أبحاث سابقة. ملابس البالغين أيضا يجب غسلها أولى هذه النصائح مبنية على أن الملابس الجديدة لا تتناقلها الأيدي فقط، وإنما أيضا يتم تجربتها في المحال باللبس للوقوف على ملاءمتها ومناسبتها من حيث اللون والمقاس والذوق إلى غير ذلك من الأسباب. وإذ يتم ملامسة هذه الملابس لعدة أجساد وجلود، بعضها قد يكون ليس بريئا ولا خاليا من العلة والمرض، ومن ثم تصبح فرصة إصابة مرتديها الأخير أو حتى من يجربها بالعدوى واردة جدا، ومن ثم تصير النصيحة هي التشديد على تنفيذ نصائح الطبيبة شو حتى وإن كانت هذه الملابس في عبواتها من أكياس وكراتين وخلافه، فقد أصبح للعاملين في تلك المحال خبرة كبيرة في إعادة طي وترتيب الملابس الجديدة كما كانت وهي واردة لأول مرة من المصنع، حتى لا تفقد بريقها ورونقها. أيضا تنسحب هذه النصيحة على البالغين لا الأطفال فقط، خاصة فيما يتعلق بملابس السيدات على اعتبار أنهن أكثر حرصا في التجربة وتكرارها على تلك المسائل لاهتمامهن بكمال الزينة واللياقة، ويزيد الأمر خطورة في الملابس الداخلية، وهناك تجربة لسيدة قادمة من دولة جنوب إفريقيا، أحست بمشاكل بعد تجربتها لقطعة منها، فلما أحست بآلام شديدة، في بشرة صدرها، ذهبت للطبيب، ولكن الطبيب اكتفى بإعطائها مضادات حيوية وكريمات موضعية لجهله لمدى خطورة الوضع، مع مرور الوقت تهيج جلدها وبدأ ينزف، فوضعت تلك السيدة ضمادات على الجروح، ولكن ومع استمرار الألم قررت التوجه إلى طبيب آخر، ليكتشف أن حلمة الصدر مرتع للبكتيريا، بل كانت هذه البكتيريا تنمو وتنتشر في المسام معتمدة في تغذيتها على الدهون والأنسجة وقنوات الحليب في الصدر! كيماويات الغسيل حتى مسألة الغسل للملابس الجديدة ليست وقاية كافية، فقد أشار مقال قيم نشر سابقا في إسلام أون لاين للدكتور طارق قابيل تحت عنوان في بيتنا.. حرب كيميائية! إلى خطورة وشيوع استخدام الكيماويات في حياتنا، لدرجة أن العلماء اخترعوا أكثر من 80 ألفا من المواد الكيميائية الصناعية منذ الحرب العالمية الثانية، بمعدل دخول نحو 1000 مادة كيميائيّة جديدة إلى حياتنا كل سنة تقريبًا، وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن 91% من السكان يستعملون 150 مليون كيلوجرام من هذه السموم سنويًّا، معظمها يستخدم داخل المنازل. ولفت المقال إلى عدم توافر معلومات عن سُمية الكثير تلك الكيماويات فاختبار قدرة مادة كيميائية واحدة من هذه المواد على إحداث السرطان يحتاج إلى 300 فأر، وأكثر من 300 ألف دولار أمريكي، وفريق من العلماء يتفرغون لمدة 3 سنوات. المهم أنه كما جاء في المقال فإن سوائل الغسالات الأوتوماتيكية، ومنظفات الغسيل تحتوي منظفات الغسيل أيضا على الفوسفور والأنزيمات والنشادر والنفتالين والفينول ومواد أخرى لا يمكن حصرها، ويمكن أن تسبب هذه المواد الكيميائية أعراضًا مرضية كالطفح الجلدي والحساسية وغيرهما، وفضلا عن التعرض المباشر لهذه المواد، يمتص الجسم عن طريق الجلد المواد الكيميائية المتخلفة من عمليات الغسيل في الملابس وفي ملاءات الأسِرّة. وكذلك المطهّرات فهي تتكون عادة من الفينول أو الكريسول، وهي مركبات تتسبب في تعطيل نهايات العصب الحسي، وتهاجم الكبد والكلى والطِّحال والبنكرياس والجهاز العصبي المركزيّ (cns)، ويستلزم العلاج سنة كاملة لإزالة الآثار الضارة غير الصحية الناجمة عن تعرض إنسان لأوقتين من هذه الكيماويات. نخلص من هذا العرض المقتضب ويمكن الرجوع إلى المقال نفسه للاستزادة، إلى أن الغسل وحده غير كافٍ بل يمكن إيجاز وتتميم نصيحة الدكتورة شو بالترتيب: 1. تهوية الملابس أولا. 2. غسلها ثانيا. 3. شطفها لعدة مرات، ونقعها في الماء فقط لمدد طويلة لتخليصها من آثار المنظفات ذاتها ثالثا وأخيرا.
المهم أن هناك نصيحة أخرى مهمة جاءت ضمن السطور التالية: "غسل يديك بالماء البارد يعوق انتشار البكتيريا والجراثيم، في حين يشجع الماء الساخن نمو الكائنات الحية غير المرغوب فيها، وغالبًا ما تكون البكتيريا أكثر أمنا من المواد الكيميائية التي تُستخدم للتخلص منها، ولكن يمكنك العودة للمنتجات الطبيعية فالخل يمكن استخدامه كمطهر بدلا من الكلور"، ويمكن استخدام الموالح أيضا والتوابل والزيوت النباتية والمواد الطبيعية في أغراض التنظيف والعناية الشخصية.. فلا تسقط فريسة للإعلانات، فأنت لا تحتاج لكل هذه المواد لتنظيف جسدك وبيتك بقدر احتياج الشركات الصناعية للتربح من ذلك". إذن تعاقب الماء الساخن والبارد في غسل وشطف الملابس يتمم الفائدة بالتخلص من الجراثيم والميكروبات.. تسألني كل هذا قبل أن يلبس الطفل حلة جديدة؟ أجيبك نعم، وهل هناك أهم من صحة فلذات الأكباد.. وحتى صحتك أنت.. هل لديك أثمن منها؟ | |
|