أميرة بكلميتى 1
عدد المساهمات : 2584 نقاط : 6743 تاريخ التسجيل : 27/08/2010
| موضوع: التنويم المغناطيسي ما هو.؟ الأربعاء ديسمبر 29, 2010 4:34 pm | |
| نبذة تاريخية
مارست حضارات وجماعات عديدة عبر التاريخ أساليب وطقوسًا يمكن وصفها بالتنويم المغنطيسي. وممن وصفوا تجارب التنويم المصريون القدماء والإغريق وبعض الحضارات القبلية. وهنالك إشارات إلى السُّبات العميق في الكتب السماوية لأناس استغرقوا في نوم عميق كأصحاب الكهف، إلا أن ذلك لا يعد تنويمًا مغنطيسيًا.
المسمرية. يعزى التطور العلمي للتنويم المغنطيسي إلى جهود فرانز أنطون مسمر وهو طبيب نمساوي، اشتهر خلال السبعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي. وقد أطلق على نظريته المغنطيسية الحيوانية. اعتقد بعض الناس يومئذ أن المرض ينشأ، ويتطور عندما يُقطع سبيل سوائل مغنطيسية خفية، أو يساء توزيعها. واستخدم مسمر حوض استحمام وعصيًا مغنطيسية، لتوجيه السوائل المزعومة نحو مرضاه، وادّعى كثير من المرضى شفاءهم بهذه المعالجة. وفي عام 1784م تشكّلت لجنة فرنسية للتحقيق في مزاعم مسمر وأتباعه. وقررت اللجنة أنه لا وجود للسوائل المغنطيسية. وفُسرت حالات الشفاء، بأنها وليدة خيالات المرضى. ساعد كثير من مرضى مسمر وطلابه على نشر فكرة المغنطيسية الحيوانية. حتى صارت تدعى بالمسمرية. واصل تلاميذ هذه المدرسة إجراء تجاربهم باستخدام بعض وسائله، لكن سرعان ما اكتشف بعضهم، أنه لا لزوم للمغنطيسات أو السوائل.
الدراسات العلمية :
كان أول من استخدم مصطلح التنويم المغنطيسي جيمس بريد، وهو طبيب بريطاني درس الإيحاء وحالة التنويم في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. أوضح بريد أن هذه الحالة مغايرة للنوم، وأن التنويم المغنطيسي مجرد استجابة جديدة لا وليد قوى جبرية، وربما كانت أهم إسهاماته؛ محاولته تعريف التنويم المغنطيسي بأنه ظاهرة يمكن دراستها علميًا. وفي نفس الفترة بدأ جيمس إسدايل، وهو طبيب أسكتلندي، كان يعمل في الهند، باستخدام التنويم مخدرًا في العمليات الجراحية الرئيسية، بما فيها عمليات بتر الساق. وقد أجرى زهاء 200 عملية باستخدام التنويم. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي أجرى طبيب الأمراض العصبية الفرنسي جان مارتن شاركو، تجارب تعتبر حدثاً في تاريخ استعمال التنويم. ووجد أن التنويم يلطف كثيرًا من حدة الحالات العصبية، وقد انتشرت سمعة عيادته لعلاج الأمراض العصبية بين علماء زمانه، ومنهم عالم النفس الفرنسي ألفرد بينيه، والطبيب النمساوي سيجموند فرويد. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي درس الطبيبان الفرنسيان هيبوليت بيرنهايم وأوجست ليبو، الدور الذي يقوم به الإيحاء في إحداث حالة التنويم. كما استخدما التنويم لمعالجة أكثر من 12,000 مريض. أما فرويد فاهتم خاصة بنتائج أعمال شاركو وبيرنهايم، واستخدم التنويم في دراساته المبكرة لحالة اللاوعي. إلا أنه تخلى لأسباب عديدة عن استخدام التنويم في عيادته، رغم مواصلته اعتبار التنويم ظاهرة مهمة تستحق البحث. كما أنه عدل في أواخر عمره نظرته السلبية إلى التنويم.
وفي أوائل القرن العشرين حاول العالم الفيسيولوجي وعالم النفس الروسي إيفان بافلوف اكتشاف سبب عضوي للتنويم؛ إذ اعتقد أن حالة التنويم تقوم على أساس التثبيط أو الاختصار لاندفاعات عصبية في الدماغ. وشاع استخدام التنويم المغنطيسي على يد الأطباء وعلماء النفس خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية؛ إذ استخدم التنويم لمعالجة الإعياء في أعقاب المعارك والاضطرابات الذهنية الناجمة عن الحرب. وبعد الحربين وجد العلماء استخدامات إضافية للتنويم في العلاج الطبي.
التنويم المغنطيسي حالة شبيهة بالنوم تستخدم علميًا في علاج المرضى. وهذه الحالة، أي حالة التنويم، هي ظرف مؤقت ينطوي على تغيير انتباه الفرد. والمنوِّم المغنطيسي هو الشخص المستخدم للتنويم. وهنالك أدلة علمية تشير إلى فائدة التنويم إذا تم على أيدي محترفين أكفاء. مثلاً يستخدم بعضهم التنويم المغنطيسي لمعالجة المرضى الذين يعانون مشاكل عضوية أو نفسية. استخدم الناس وسائل التنويم منذ الأزمان الغابرة لكن ممارسة التنويم تعرضت للنقد في بعض الأزمان، إما بسبب سوء استعماله أو جهل حقيقته، أو بسبب المعتقدات الخاطئة والادعاءات المبالغ فيها. أما اليوم فتقبل المنظمات المهنية التنويم المغنطيسي لمعالجة المرضى الذين يعانون مشاكل طبية أو نفسية .
ما هو التنويم المغنطيسي
أظهر العلماء أن حالة التنويم جزء طبيعي من السلوك الإنساني، وأن لها تأثيرًا في تجارب الإنسان النفسية والاجتماعية والبدنية. ولايمت التنويم المغنطيسي للسحر بصلة، كما لا يملك المنوِّم قوة خارقة، إذ تتوقف تأثيرات التنويم على طواعية الشخص المنوَّم ودوافعه. ويؤدي أي تغيير في صفة انتباه الشخص، أو درجة تركيز انتباهه إلى تغييرات في تجربته الباطنية والخارجية. تقارَن حالة التنويم بحلم النائم، أو سيره وهو نائم. لكن في الواقع لايمت التنويم بصلة إلى النوم؛ لأنه يتطلب تركيزًا ذهنيًا أعمق وأنشط. ويستطيع الأشخاص المنوَّمون التكلم والكتابة والسير، وهم عادة على وعي تام بما يقال وما يُفعل. يستخدم المنوِّم وسائل حتى يوحي بالتنويم إلى شخص آخر. وتتغير درجة انتباه هذا الشخص بمجرد استجابته لهذه الوسائل، مما يؤدي إلى تغيرات أو ظواهر أخرى. مثلاً قد يمر الشخص بدرجات مختلفة من الإدراك والوعي والخيال والذاكرة والتفكير، أو يصبح أكثر استجابة للإيحاء. وربما أمكن تكوين ظواهر إضافية أو إزالتها كظواهر الإحساس وتورُّد الوجه خجلاً وإفراز العرق والشلل وتوتر العضلات أو فقدان الإحساس بالألم. وقد دلل العلماء على أن بإمكان التنويم إحداث تغييرات في وظائف الجسم وأجهزته. ليست تجارب التنويم فريدة في نوعها؛ إذ يمكن حدوث ظواهر التجارب كلها أو بعضها حتى دون استخدام وسائل التنويم. مثلاً نجد بين الأشخاص القابلين جدًا للتنويم مزيداً من الاستجابة أيضًا للإيحاء حتى قبل تنويمهم. وبالطبع تزداد هذه الاستجابة خلال التنويم. في الماضي اعتقد الناس أن بإمكان التنويم المغنطيسي حمل الأشخاص على ارتكاب أفعال إجرامية أو أعمال أخرى ضد إرادتهم. ولكن لا نجد اليوم دليلاً على ذلك؛ إذ في مقدور هؤلاء الأشخاص مقاومة الإيحاء إليهم، ذلك لأنهم لا يفقدون السيطرة على أفعالهم أثناء تنويمهم، وبإمكانهم التمييز بين الحق والباطل. يمكن عزو كثير من سوء الفهم الشائع عن التنويم المغنطيسي إلى الطريقة التي يؤدى بها أمام الجمهورْ؛ إذ يتعرف عليه كثير من الناس لأول مرة لدى مشاهدتهم لشريط سينمائي أو لعرض سحري. وكثيرًا ما يجعل هذا العرض التنويم المغنطيسي، يبدو وكأنه تجربة سهلة الأداء، مما قد يغري من لم يتلقوا تدريبًا كافيًا بتجريب عمليه التنويم على أنفسهم أو غيرهم.
التجربة التنويمية
بعض الناس قابلون للتنويم في غضون بضع ثوان أو دقائق، بينما لا يسهل تنويم غيرهم. وهنالك درجات متنوعة لغشية التنويم.فمثلاً يرتاح الشخص في التنويم الخفيف، ويتبع التوجيهات البسيطة بسهولة، بينما قد يصاب بحالة خدر في التنويم العميق. وحينما يستخدم التنويم المغنطيسي لمعالجة المشاكل الطبية والنفسية، لا نجد عادة صلة بين درجة التنويم وفاعلية العلاج.
التنويم الإيحائي:
هنالك عدة وسائل لتنويم شخص آخر، ربما كان أشهرها استخدام الأوامر المباشرة التي تنطوي على توجيه إيحاءات بسيطة تكرر باستمرار وبنفس نبرة الصوت. يطلب المنوِّم من الشخص الآخر تركيز انتباهه على شيء أو نقطة ثابتة، كبقعة، ثم يطلب منه أن يسترخي، وأن يتنفس عميقًا، ويدع جفنيه يثقلان ثم يغمضان. ويستخدم كثير من المتخصصين وسائل لفظية وغير لفظية تدعى بالإيحاءات أو الاستقراءات غير المباشرة. وتهمل هذه الوسائل عادة تركيز الانتباه على شيء ما. يستمع الشخص إلى لغز عقلي أو قصة يرويها المنوِّم، دون أن يطلب من المريض الاسترخاء أو إغلاق عينيه. وإنما يوحي إليه بذلك بصورة غير مباشرة، وهو يروي قصته، أو يعرض لغزه، لكن لا تتغير خطوات المعالجة بالتنويم. يختبر بعض المنوِّمين فاعلية عملية التنويم بتوجيه إيحاءات من قبيل التحدي للأشخاص المنوَّمين. مثلاً يقول المنوِّم: ¸ ستواجه صعوبة في تحريك يدك اليمنى·. عندها قد يجد الشخص المنوم تحريك يده أمرًا صعبًا أو مستحيلاً. ولا يدل مثل هذا الاختبار بالضرورة، على أن الشخص في حالة تنويم، وإنما قد يكون مجرد دلالة على استجابة الشخص للإيحاء. وفي الماضي استخدمت عقاقير مختلفة أحياناً للإيحاء بالتنويم. لكن نادرًا ما تكون العقاقير والأدوات الخاصة أو غيرها من وسائل الخداع ضرورية لإحداث التنويم. ويستنكف معظم المهنيين المتخصصين عن استعمالها.
ظواهر التنويم:
تختلف طبيعة تجربة التنويم من فرد إلى آخر؛ فقد يشعر الشخص المنوَّم بتغيرات في درجة وعيه وإبداع خياله أو تفكيره، أو يقظته بالإمكان إحداث تغييرات بدنية داخل الجسم بوساطة الإيحاء، كالتغيرات في سريان الدم، وضغط الدم، ومقدار الإحساس بالبرودة والحرارة. يُركّز بعض المحترفين على ظاهرة تنويمية معينة في سياق علاج مرضاهم، مثل تمكين بعض الأشخاص المنوَّمين من تذكر تجارب منسية. إذ غالبًا ما يلجأ الناس بعد معاناة تجربة مريعة أو مؤلمة إلى كبت ذكرى تلك التجربة، وذلك بطردها من أفكارهم الواعية. وفي بعض الأحيان تؤثر الذكريات المكبوته في سلوكهم العادي. وقد ينجم عنها أشكال من العلل العقلية. مثلاً خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) أصيب الجنود أحيانًا بفقدان الذاكرة بفعل بعض تجاربهم. وقد تمكن الأطباء باستخدام التنويم المغنطيسي من مساعدة مرضاهم على استرجاع ذكريات تجاربهم، وتخفيف حدة التوترات العاطفية التي تراكمت على مر الزمن. وتمكن المرضى من استرجاع صحتهم. ثمة ظاهرة تنويمية أخرى تنطوي على النكوص في العمر، أي الرجوع بالمنوَّم إلى سن مبكرة، وفيها يوحي الطبيب أو المعالج إلى المريض بأنه في سن معينة، عندها قد يتذكر المريض أو يعيش ثانية أحداثا وقعت له في تلك السن. مثلاً إذا أوحى المعالج إلى المريض بأنه الآن في السابعة من العمر. فقد يبدو المريض وكأنه يتكلم ويتصرف، بل ويفكر كما لو كان في السابعة من عمره، وبهذه الوسيلة قد يتسنى للمرضى تذكر حوادث ومشاعر ربما كان لها بعض الصلة بعلتهم الراهنة،كما يتسنى للمريض إعطاء تفسير جديد لوضعه بفضل اكتسابه معلومات إضافية، وبُعد نظر، وازدياد قدرته على مجابهة المشاكل. يعتقد المرضى أحيانًا لدى تلقيهم أمرًا من المنوَّم بأنهم يعيشون في حقبة ماضية أو قادمة، وقد يشعرون بأنهم عادوا إلى القرون الوسطى أو ذهبوا إلى القرن القادم. وربما فسّر غير المدرَّبين من المنوِّمين مثل هذه التغيرات، بأنها دليل على تناسخ الأرواح عبر الزمن. لكن معظم المهنيين المتخصصين يعتبرون هذه التخيلات مجرد أضغاث أحلام لا صلة لها بالواقع ماضيًا أو مستقبلاً.
إنهاء جلسة التنويم:
إنهاء غشية التنويم ليس بأمر صعب؛ إذ يبقى الشخص في حالة تنويم إلى أن يتلقى إشارة من منوِّمه، كأن يعد المنوِّم حتى خمسة، أو يوحي إلى المنوَّم بالإيقاظ بصورة غير مباشرة، أو يصدر عنه صوت، وأحيانًا ينهي الشخص التجربة بنفسه حتى ولو لم يتلق أية أشارة. لكن قد يواجه المنوِّم صعوبة أحياناً في إنهاء الجلسة. وهذا أحد الأسباب التي تدعو إلى قصر ممارسة التنويم على المحترفين.
وجوه استخدام التنويم المغنطيسي
مريض منوَّم. يمكن معالجة أسنان مريض منوَّم دون شعوره بألم أو انزعاج، وقد طلب من هذا المريض إبقاء ذراعه مرفوعة، إذ أن بقاءها مرفوعة دليل على أن المريض ما يزال في غشية التنويم.
ساعدت وسائل التنويم المغنطيسي الحديثة العلماء على زيادة فهمهم لعقل الإنسان وجسمه، والتمييز بين السلوك العادي والسلوك الشاذ. ويستخدم التنويم اليوم في الأبحاث، والطب، ولا سيما الجراحة، وطب الأسنان، والعلاج النفسي. . ويستخدم أحيانًا في القضايا القانونية. وكان التنويم المغنطيسي موضوعًا للبحث وأداة له في دراسات كثيرة، وصيغت اختبارات لقياس تجربة الشخص التنويمية، وأجريت بحوث حول قابلية الناس للتنويم، دلت على أن تنويم الأطفال أسهل عادة من تنويم الكبار، وأنه من الممكن تنويم الذكور والإناث على السواء. يستخدم بعض الأطباء التنويم المغنطيسي مسكِّنًا لتهدئة قلق المريض، إذا كان عصبي المزاج أو شاعرًا بألم. ويهبط إحساس بعض المرضى بالألم بعد التنويم، أو ينعدم تمامًا، كما يستخدم بعض الأطباء التنِّويم العميق مخدِّرًا حتى لا يحس المرضى بالألم خلال عملية جراحية، أو عملية توليد. كما يستخدمونه لتخفيف قلق المرضى في دور نقاهتهم في عملية جراحية أو طبية أخرى.
استغل الأطباء أيضًا قدرة الشخص المنوَّم على البقاء في نفس الوضع مدة طويلة من الزمن. ففي إحدى العمليات، توجب على الأطباء ترقيع الجلد في قدم أصيبت بأذى بالغ؛ فقد رُقع ذراع الشخص بجلد مستمد من بطنه، ثم نقلت الرقعة إلى قدمه. في أثناء التنويم، أبقى المريض ذراعه في وضع محكم فوق بطنه ثلاثة أسابيع، ثم فوق قدمه أربعة أسابيع أخرى، ولم يشعر بانزعاج، رغم أن هذين الوضعين غير عاديين. يستخدم بعض أطباء الأسنان التنويم المغنطيسي مخدِّرًا؛ فبعد تنويم المريض، يحفر الطبيب السن ثم يعبِّئ التجويف، ويظل المريض مسترخيًا ومرتاحًا طوال العملية. ومن المحترفين المتخصصين بالعلل العقلية، الذين يستخدمون التنويم المغنطيسي أحيانًا أطباء النفس، وعلماء النفس، والمتخصصون الاجتماعيون الطبيون. وقد يكون التنويم المغنطيسي العلاج الرئيسي، أو مجرد جزء من العلاج، ويمكن استخدامه لتهدئة أعصاب المرضى المنزعجين؛ إذ يصبح هؤلاء أكثر إحساسًا بمشاعرهم، فيغيرون سلوكهم، ويتعلمون طرقًا جديدة من التفكير وحل المشاكل. ومن الحالات النفسية التي عولجت بالتنويم: القلق والكآبه والإجهاد. . يمكن للتنويم المغنطيسي أن يكون أداة فعالة للسيطرة على بعض المشاكل العضوية المتصلة بعوامل نفسية. ومن هذه المشاكل النفسية العضوية بعض الحالات في الجهاز العصبي، وكذلك بعض علل القلب والمعدة والرئتين. وساعد التنويم المغنطيسي أحيانًا في معالجة المرضى، الذين يشكون من أمراض مزمنة، كداء التهاب المفاصل والسرطان والتصلب المتعدد والألم، والجلطة الدماغية. واستخدم التنويم أحيانًا لاستعادة ذاكرة شهود العيان، وضحايا الجرائم. فقد يتذكر الناس بعد تنويمهم أشياء مهمة، كهيئة المجرم أو غيرها من التفاصيل، التي قد تساعد على حل الجريمة. لكن ينبغي الحصول على معلومات مستقلة؛ لأن بعض الناس يلجأون إلى الكذب، ويرتكبون الأخطاء خلال تنويمهم. وليس في قدرة التنويم حمل المرء على إفشاء سر.
أخطار التنويم المغنطيسي
لا خطر في التنويم المغنطيسي إلا إذا أسيء استعماله. لذا لا يجوز لغير المتخصص المؤهل ممارسته. وبإمكان كثير من الناس تعلم التنويم، لكن هذه المهارة لن تغني عن التدريب في علم النفس والطب، ويحتاج ممارسو التنويم إلى ما يكفي من العلم والخبرة قبل أن يصبحوا أهلاً لتحليل حالة ما، والتأكد من صلاحية التنويم لعلاجها، وتقييم النتائج. يعجز الشخص المفتقر إلى التدريب عن مواجهة المضاعفات التي قد تتأتى عن سوء استعمال التنويم، مثلاً، قد يعالج المنوِّم غير المؤهل حالة تشخيصها خاطئ، أو قد يغفل عن تفاصيل مهمة، وقد يطمس إيحاء غير ملائم حقيقة مرض أو أعراضه. وقد يؤدي استخدام وسيلة أو طريقة خاطئة من التنويم إلى إرجاع الأمراض لمرض مغاير تمامًا. وقد لا تكتشف الأعراض فلا يكتسب المريض المهارات اللازمة لحل المشكلة الحقيقية. وفوق ذلك قد تهمل وسائل علاج بديلة أو قد تستخدم لكن بصورة غير فعالة. يتعلم بعض الناس ما يسمى بالتنويم الذاتي، لكن لا يجوز استخدامه، إلا إذا قرر الخبير أنه العلاج الملائم لمشكلة معينة، كما ينبغي على من يرغب في تعلُّم هذا النوع من التنويم أن يتلقى علمه على أيدي متخصصين مؤهلين؛ إذ قد تنجم مضاعفات عن إساءة استعمال التنويم الذاتي. | |
|