أترى أبوح بحبها يا صاحبــــي أم أستعيــــنُ عليـــه بالكتمـــــانِ
أترى أبــوح بحبهـا حتـى ولـــو قد بُـؤتُ بعـد البــوحِ بالخُســرانِ
قيـــسٌ أذاعَ ولــــم يُكَتِّمْ حبـــَّـهُ وأنا أخـافُ عليك من إعـــــلاني
قـيس أذاعَ ولـــم يراعِ حــرمـة للقــــربِ أو للعرضِ أو إيـمـــانِ
أشعـارُه أتــت عليــه وعشقــُـه وجنـَـى اللســـانُ عليــه بالخذلانِ
ضحتْ به ليلى وقوبل عشقـُـــه بالبيـــنِ والأحـــــزانِ والفقـــدانِ
صارت لِوَرْدٍ دونَ قيسٍ زوجةً شـــأنُ الفــراقِ طبيعــة الأزمـانِ
سموه مجنونــًا لليلـــى بعدمـــا غلبتْ عليـه طبيعــــة الإنســــانِ
********
هلْ بعدَ ذاكَ تريدُ معرفة اسمها قبحــًا فعلــتُ إذا أطعــتُ لسانـي
لا لــن أبوحَ بحبهـا أو ما ترى أن الهــــوى ينهــــدُ بالإعـــــلانِ
حتــى ولو زعــمَ الوشاةُ بأنني فارقتهــــا ورُميـــــتُ بالنسيـــانِ
أخشى عليها أن تُهانَ وتزدرى وتــلك تــلك مــروءةُ الفــرســانِ
بل قبـل ذاك يردني عن ذكرِها خـــوفُ الإلــــه الواحـــد الديـانِ
يا صاحبي لا تعجبنْ هي نفسها لا تعلمــنْ شوقــي ولهفَ جنانـي
مـن مُبْلِـغُ الشقــراءِ عني إننــي أحْببتهــا،ما البـــوحُ في إمكــانـي
أخشى إذا صارحتهـا أن تمتنــع عنــي وتأبــي مشاعـري وحناني
أو أن يكــون فؤادُهــا يهفـو إلى قلــبٍ لآخـــرَ ترتضيـــه مكانــي
*******
سُحقـًا له من ذا الذي أغراه كـي يحتــلَ أرضي ويختلس أوطانــي
هل تشفقين لسـهم عينٍ قد برى جسـدي وهــزَّ مشاعـري وكياني
فسـرى إلى أعمـاق قلبي فاتحًا أبـــوابـــَـه من غير ما استئــــذانِ
وأصـابَ قلبـًـا خاويًا فرَسَــا به وأقــــامَ عرشًـــا محكــمَ الأركانِ
للحــبِ سلطانٌ على قلبِ الفتى كيف السبيـــلُ لــدفعِ ذا السلطـانِ
إن تلتفــتْ أرنــو إليهــا خِلســة عينــا المحــبِ تخالهـــا لصــــانِ
أو تلتقــي عنــد اللقــاءِ لِحاظنـا فــأودُ أن تتجـمــــــدَ العيــنـــــانِ
قتلتــه عينُكِ -لا يداكِ- صغيرتي فـلِقتلـــه عـينــــــاكِ تستبقـــــــانِ
*********
فالــرأيُ أن تتحملي ما قد جنتْ عينــاكِ ضــدًَّ العاشـــقِ الظمــآنِ
عشقٌ بعشـقٍ والوصـالُ بمثلــه إن القصــاصَ شريعــة الرحمــنِ
إن تسألوا عن اسمها أو وصفها عـــن أمرِهــــا أنبيكـــــمُ ببيــــانِ
يكفيكــمُ أن تعلمـــوا أن اسمها تحويـــــهِ لغـــة العُجْم والعُربــانِ
إن تحرصوا تُلفــوه بين معاجمِ الأسمـــــاء والألفــــاظ والبُلــدانِ
الوجهُ بـدرٌ مشــرقٌ وعيونهــا منهــــا تكـــونُ لآلــــئُ الشُطـــآنِ
في القلب سُكناها أراها وحدها وما لهــا في القلــبِ مــن جيـرانِ
لا تسألوني لنْ أريحَ عقولـَــكم هذا لعَمْـــرِي الوعـــد بالكتمـــانِ
من اشعار الأستاذ محمود الصاوى