سرطانمراحل تدريجية لتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية
السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائية Aggressive (وهو النمو والانقسام من غير حدود)، وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو Invasion أنسجة مجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية نطلق عليها اسم النقيلة. وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد،
والذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس لهُ القدرة على
الأنتقال أو النقلية. كما يمكن تطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض
الأحيان.
يستطيع السرطان أن يصيب كل المراحل العمرية عند الإنسان حتى الأجنة، ولكنه تزيد مخاطر الإصابة به كلما تقدم الإنسان في العمر.
[1] ويسبب السرطان الوفاة بنسبة 13% من جميع حالات الوفاة.
[2] ويشير مجتمع السرطان الأمريكي ACS إلى موت 7.6 مليون شخص مريض بالسرطان في العالم في عام 2007.
[3] كما يصيب السرطان الإنسان فإن أشكال منه تصيب الحيوان والنبات على حد سواء.
في الأغلب، يعزى تحول الخلايا السليمة إلى الخلايا سرطانية إلى حدوث تغييرات في المادة الجينية/المورثة. وقد يسبب هذه التغيرات عوامل مسرطنة مثل التدخين، أو الأشعة أو مواد كيميائية أو أمراض مُعدية (كالإصابة بالفيروسات). وهناك أيضا عوامل مشجعة لحدوث السرطان مثل حدوث خطأ عشوائي أو طفرة في نسخة الحمض النووي الدنا DNA عند انقسام الخلية، أو بسبب توريث هذا الخطأ أو الطفرة من الخلية الأم.
تحدث التغييرات أو الطفرات الجينية في نوعين من الجينات:
- جينات ورمية: وهي جينات فاعلة في حالة الخلية السرطانية لإكساب الخلية خصائص جديدة، مثل الإفراط في النمو والانقسام بكثرة، وتقدم الحماية ضد الاستماتة (الموت الخلوي المبرمج) Apoptosis، وتساعد الخلية السرطانية في النمو في ظروف غير عادية.
- مورثات كابحة للورم: وهي جينات يتم توقيفها في حالة الخلية
السرطانية لأنها تعارض تكوينه عن طريق تصحيح أي أخطاء في نسخ الحمض
النووي، وتراقب الانقسام الخلوي، وتعمل على التحام الخلايا وعدم تنقلها،
كما إنها تساعد الجهاز المناعي على حماية النسيج.
يتم تصنيف كل نوع من السرطانات حسب النسيج الذي ينشأ منه السرطان (مكان السرطان Location) وأقرب الخلية
سليمة مشابهة للخلية السرطانية (هيستولوجية السرطان Histology). يحدد
تشخيص الحالة المصابة نهائياً عن طريق فحص إخصائي الباثولوجيا لعينة أو
خزعة Biopsy مأخوذة من الورم، على الرغم من إمكانية ظهور الأعراض الخبيثة
للورم أو رؤيتها بواسطة التصوير الإشعاعي Radiographic.
في الوقت الحالي يتم معالجة معظم أمراض السرطان وقد يتم الشفاء منها،
وهذا يعتمد على نوع السرطان، وموقعه، ومرحلته. وعند اكتشاف السرطان، تبدأ
معالجته بالجراحة Surgery أو بالعلاج الكيماوي Chemotherapy والإشعاعي
Radiotherapy. بفضل التطورات البحثية، أمكن إنتاج أدوية قادرة على استهداف الخلايا السرطانية بتمييزها على المستوى الجزيئي، مما يقلل من احتمال استهداف الخلايا السليمة.
تسمياتالتسميات اللاحقة عادة تطلق لوصف أي نمو غير طبيعي
- الورم (بالإنجليزية: Tumor): هو أي نمو أو تضخم غير طبيعي، أو ظهور كتلة غريبة في الجسم. ويعتبر الورم كمرادف لكلمة تنشؤ Neoplasm. ولكن يقصد بالورم التنشؤ الصلب Hard Neoplasm، وتوجد تنشؤات غير صلبة -مثل الليوكيميا- لا تنتج أوراماً.
- التنشؤ (بالإنجليزية: Neoplasm): وتعني تكاثر Proliferation الخلايا ذات الطفرات الجينية. والخلايا المتنشئة نوعان:
- تنشؤ/ورم خبيث Malignant: وهو مايقصد به السرطان Cancer.
- تنشؤ/ورم حميد Benign: وهو تنشؤ يتصف بأن نموه وتكاثره محدودSelf-Replicating، وغير غازي Non-Invasive، ولا يتميز بالنقلية Metastasis.
</li>
ورم غازي Invasive: وهذا اللفظ مرادف أخر لكلمة سرطان. حيث يشير إلى غزو الخلايا السرطانية للأنسجة المحيطة بالسرطان.
ورم محتمل الخباثة Pre-malignancy، ورم محتمل السرطنة Pre-cancer، ورم غير غازي
Non-invasive tumor: هي مرادفات لتنشؤ غير غازي ولكن يوجد احتمال كبير
لتحولها إلى تنشؤات خبيثة إذا تركت بلا علاج.وتزداد إمكانية تحول الأفة Lesion إلى سرطان كلما تدرجت الخلايا من خلايا لانمطية Atypia، ثم إلى خلايا مختلة التنسج Dysplasia وتنتهى بخلايا سرطانية متموضعة Carcinoma in situ.
التسميات اللاحقة تستخدم من قبل الاطباء عن السرطان:
- التحري Screening: هو اختبار لأشخاص أصحاء للكشف عن الأورام قبل ظهورها. ويعتبر أختبارالتصوير الإشعاعي للثديMammogram من الاختيارات التي تستخدم لتشخيص الحالات المصابة بمرض سرطان الثدي.
- التشخيص:
هو التأكد من طبيعة الكتلة السرطانية. وتتم بواسطة أخذ جراح لعينة من
الورم أو إزالته للورم بالكامل ثم اختبارها من قبل أخصائي باثولوجي.
- استئصال جراحي Surgical Excision: وهو إزالة الجراح للورم.
- حواف الجراحةSurgical
Margins: وهو تقييم أخصائي الباثولوجيا لحواف الورم المستئصل، لتحديد إذا
ماتم إزالة الورم بالكامل (حواف سلبية) أو إذا تبقى جزء لم تتم إزالته
(حواف إيجابية) Positive Margins.
</li>
درجة الورم Grade: وهو رقم (في الغالب من 1 إلى 3) يعطى من أخصائي الباثولوجيا ليصف درجة التشابه بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة المحيطة بالسرطان.
مرحلة الورم Stage: وهو رقم (في الغالب من 1 إلى 4) يعطى من أخصائي الباثولوجيا ليصف درجة غزو السرطان للجسم الأنسان.
عودة الحدوث Recurrence: وهي الأورام الجديدة التي تظهر بنفس مكان الورم الأول.
النقيلة Metastasis: وهي الأورام الجديدة التي تظهر في أماكن تبعد عن الورم الأول.
التحول Transformation: وهو تحول ورم منخفض الدرجة Low-grade Tumor إلى ورم عالي الدرجة High-grade Tumor خلال وقت معين. مثال على ذلك تحول ريشتر Richter's transofrmation.
- العلاج الكيميائي Chemotherapy: ويقصد بها علاج الأورام بالأدوية.
- العلاج الإشعاعي Radiotherapy: ويقصد بها علاج الأورام بالأشعة.
- العلاج المساعد Adjuvant therapy: ويقصد به العلاج الكيميائي أو الإشعاعي الموصى به بعد العلاج الجراحي لقتل اي خلايا سرطانية باقية.
- التكهن بمردود العلاج
Prognosis: وهي احتمالية الشفاء بعد العلاج. وهي غالبا ما تقاس باحتمالية
البقاء على قيد الحياة أكثر من خمسة سنين كحد أدنى بعد التشخيص. أو هي
المدة التي تكون فيها نسبة المرضى الأحياء 50%. وهذه الإحصائات يتم
استيقائها من مئات الحالات المتشابهة لتعطى ما يسمى بمنحنى كبلان ميير
Kaplan-Meier curve.
تصنف السرطانات بناءا على التشابه بين الخلية السرطانية والخلية السليمة. أمثلة على أنواع السرطانات:
- سرطانة Carcinoma: وهي سرطانات تنبع من الخلايا الظهارية Epithelial Cells. وهي تشكل أكبر مجموعة من السرطانات عامة، وخصوصاً في سرطان الثدي والبروستاتا والرئة والبنكرياس.
- ساركومة Sarcoma: وهي سرطانات تنبع من النسيج الضام Connective tissue أو من خلايا اللحمة المتوسطة Mesenchymal cells.
- ليمفوماLymphoma والليوكيميا Leukemia: وهما سرطانان ينبعان من الخلايا المكونة للدم Hemapoietic cells.
- ورم الخلية المنتشئة
Germ Cell: وهي أورام نابعة من خلايا شمولية الوسع Totipotent Cells. توجد
في خصية ومبيض البالغين، كما توجد في الأجنة والأطفال الرضع والأطفال
الصغار.
- ورم بلاستيكي/ارومي Blastic Tumor : وهو ورم يشابه الأنسجة الغير ناضجة أو الأنسجة الجنينية. أغلب الحالات بهذا المرض هم صغار السن.
عند الإشارة إلى الأورام الخبيثة باللغة الإنجليزية، تستخدم نهايات مثل
carcinoma و sarcoma و blastoma يسبقهم الاسم اليوناني للعضو الذي يظهر فيه
هذا الورم. وتستخدم نهاية oma للتعبير عن الورم الحميد، ولكن توجد بعض
السرطانات تحمل النهاية oma مثل ورم الميلانوما melanoma وورم منوي
seminoma.
سرطانات البالغينبناءا على إحصائات المعهد القومي للأورام في مصر عام 2004.
[4]السرطانات الأكثر إصابة للذكور:
- سرطان المثانة (15%)
- سرطان الكبد (12%)
- الورم اللمفي (10%)
- أبيضاض الدم -ليوكيميا- (9%)
- سرطان الرئة (6%)
- سرطان القولون (5%)
- سرطانات أخرى (43%)
السرطانات الأكثر إصابة للإناث:
- سرطان الثدي (36%)
- الورم اللمفي (7%)
- أبيضاض الدم (6%)
- سرطان المثانة (5%)
- سرطان القولون (5%)
- سرطان الكبد (4%)
- سرطانات أخرى (37%)
في الولايات المتحدة الأمريكية،
يتقدم سرطان الرئة في صدارة السرطانات اللتى تؤدي إلى وفاة المصاب ذكرا أو
أنثى، ثم تليه سرطان البروستاتا عند المرضى الذكور وسرطان الثدي عند
المرضى الإناث.
[5] سرطانات الأطفالتزداد مخاطر الإصابة بالسرطانات لدى الأطفال الرضع وتقل كلما كبروا. ويعتبر مرض سرطان أبيضاض الدم من أكثر السرطانات الشائعة في الأطفال المصريين ثم تليها الليمفوما ثم سرطانات الدماغ والجهاز العصبي.
[4] أعراض وعلامات السرطانتقريبا تُقسم الأعراض إلى ثلاثة أقسام:
- أعراض موضعية: تكون كتلة أو ظهور ورم غير طبيعي، نزيف، آلام وظهور تقرحات. بعض السرطانات قد تؤدي إلى الصفراء وهي أصفرار العين والجلد كما في سرطان البنكرياس.
- أعراض النقلية: تضخم العقد الليمفاوية، ظهور كحة وتنفيث في الدم Hemoptysis، وتضخم في الكبد Hepatomegaly، وجع في العظام.
- أعراض تظهر بجميع الجسد: انخفاض الوزن، فقدان للشهية، تعب وإرهاق، التعرق خصوصا خلال الليل، حدوث فقر دم.
ملاحظة: لا يعني وجود عرض -أو مجموعة أعراض من القائمة السابقة-
عند شخص أنه مصاب فعلا بالسرطان، قد تكون هناك أسباب أخرى. والأفضل مراجعة
الطبيب دائما للأطمئنان ولا يجوز تحكيم نفسك.
صورة أشعة لرئة مصاب بسرطان الرئة
التشخيصيتم تشخيص Diagnosis المرض عن طريق أعراضه أو عن طريق عمل تحري
Screening له. ولكن يبقى التشخيص النهائي عن طريق فحص الأخصائي الباثولوجي.
الاستقصاء عن المرضيتم تقصى Investigation الإصابة بالسرطان عند الأشخاص الأكثر عرضة للسرطان عن طريق اختبارات طبية مثل اختبار الدم، التصوير المقطعي المحوسب Computed axial tomography، أو بـالتنظير الداخلي Endoscopy.
الخزعة أو العينةتقدم الخزعة Biopsy أو الجراحة عينة للأخصائي الباثولوجي ليتم التعرف
على درجة السرطان ومرحلته. بعض الخزعات (كخزعة سرطان الجلد أو الثدي أو
الكبد) يمكن أخذها بعيادة الدكتور، أما الخزعات من أعضاء داخلية تتطلب
تخدير وتتم عن طريق الجراحة في غرفة العمليات. التوصيفات المقدمة من أخصائي
الباثولوجيا عن درجة السرطان ومرحلته ومعلومات أخرى تصبح في غاية الأهمية
لأنها تحدد نوع العلاج لهذا المريض. علوم مثل علم الوراثات الخلوية
Cytogenetics وعلم الكيمياء الهستولوجيا المناعية Immunohistochemistry قد
تقدم في المستقبل معلومات أكثر عن طبيعة السرطانات وأفضل مداواة لكل حالة
مصابة.
طرق العلاجتتم معالجة مرض السرطان بالجراحة Surgery، بالعلاج الكيميائي
Chemotherapy أو بالعلاج الإشعاعي Radiotherapy، كما يوجد أيضا العلاج
المناعي Immunotherapy والعلاج بأضداد وحيد النسلية Monoclonal Antibody
therapy وعلاجات أخرى. يُختار علاج كل حالة حسب مكان السرطان ودرجته
ومرحلته وحالة المريض.
يكون هدف العلاج هو إزالة السرطان من جسد المريض من غير تدمير الأعضاء
السليمة. وأحيانا يتم هذا عن طريق الجراحة، ولكن ميل السرطان لغزو أنسجة
أخرى والانتقال إلى مناطق بعيدة تحد من فعالية هذا العلاج. أيضا العلاج
الكيماوي محدود الاستخدام لما له من تأثير مضر وسام على الأعضاء السليمة في
الجسم. كما يحدث هذا التأثير الضار في حالة العلاج الإشعاعي.
يعتبر مرض السرطان عبارة عن مجموعة من الأمراض، لذا فمن المؤكد سيكون العلاج عبارة عن مجموعة من العلاجات لمداواة هذا المرض.
العلاج الجراحياستئصال ورم من الكبد
نظريا، السرطانات الصلبة يمكن شفائها بإزالتها عن طريق الجراحة، ولكن
ليس هذا ما يحدث واقعياً. عند انتشار السرطان وتنقله إلى أماكن أخرى في
الجسم قبل إجراء العملية الجراحية، تنعدم فرص إزالة السرطان. يشرح نموذج
هالستيدان Halstedian Model عن تقدم السرطان الصلب، فهي تنمو في موضعها ثم
تنتقل إلى العقد الليمفاوية Lymph Nodes ثم إلى جميع أجزاء الجسم.
[6] هذا أدى إلى البحث عن علاجات موضعية للسرطانات الصلبة قبل أنتشارها ومنها العلاج الجراحي.
جراحات مثل جراحة استئصال الثدي Mastectomy أو جراحة أستئصال البروستاتا
prostatectomy يتم فيها إزالة الجزء المصاب بالسرطان أو قد تتم إزالة
العضو كله. خلية سرطانية مجهرية واحدة تكفي لإنتاج سرطان جديد، وهو ما يطلق
عليه الانتكاس
Recurrence. لذا عند إجراء العملية الجراحية يبعث الجراح عينة من حافة
الجزء المزال إلى أخصائي الباثولوجيا الجراحية Surgical Pathologist ليتأكد
من خلوها من أية خلايا مصابة، لتقليل فرص انتكاس المريض.
كما أن العملية الجراحية مهمة لإزالة السرطان، فهي أهم لتحديد مرحلة
السرطان واستكشاف إذا تم غزو العقد الليمفوية من قبل الخلايا السرطانية.
وهذا المعلومات لها تأثير كبير على اختيار العلاج المناسب والتكهن بالمردود
العلاجي.
أحياناً تكون الجراحة مطلوبة للسيطرة وتسكين عوارض السرطان، مثل الضغط
على الحبل الشوكي أو أنسداد الأمعاء وتسمى بالعلاج المسكن Palliative
Treatment.
<nowiki>أدخل النص غير المنسق هنا</nowiki>===العلاج الإشعاعي===
العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: :Radiation
therapy أو radiotherapy أو X-ray therapy) هو استخدام قدرة الأشعة في
تأين الخلايا السرطانية لقتلها أو لتقليص أعدادها. يتم تطبيقه على الجسم
المريض من الخارج ويسمى بعلاج حزمة الأشعة الخارجي External beam
radiotherapy EBRT أو يتم تطبيقه داخل جسم المريض عن طريق العلاج المتفرع
Branchytheray. تأثير العلاج الإشعاعي تأثير موضعي ومقتصر على المنطقة
المراد علاجها. العلاج الإشعاعي يؤذي ويدمر المادة المورثة في الخلايا، مما
يأثر على انقسام تلك الخلايا. على الرغم أن هذا العلاج يؤثر على الخلايا
السرطانية والسليمة، لكن معظم الخلايا السليمة تستطيع أن تتعافى من الأثر
الإشعاعي. يهدف العلاج الإشعاعي إلى تدمير معظم الخلايا السرطانية مع تقليل
الأثر على الخلايا السليمة. لذا فيكون العلاج الإشعاعي مجزأ إلى عدة
جرعات، لإعطاء الخلايا السليمة الوقت لاسترجاع عافيتها بين الجرعات
الإشعاعية.
يستخدم العلاج الإشعاعي لجميع أنواع السرطانات الصلبة، كما يمكن
استخدامه في حالة سرطان أبيضاض الدم أو الليوكيميا. جرعة الأشعة تحدد حسب
مكان السرطان وحساسية السرطان للإشعاع Radiosensitivity وإذا كان هناك جزء
سليم مجاور للسرطان يمكن تأثره بالإشعاع. ويعتبر تأثيره على الأنسجة
المجاورة هو أهم أثر جانبي لهذا النوع من العلاجات.
العلاج الكيميائيالعلاج الكيميائي
Chemotherapy هو علاج السرطانات بالأدوية الكيميائية (أدوية مضادة للسرطان
Anticancer Drugs) قادرة على تدمير الخلايا السرطانية. يستخدم حاليا لفظ
العلاج الكيميائي للتعبير عن أدوية سامة للخلايا Cytotoxic Drugs وهي تأثر
على جميع الخلايا المتميزة بالانقسام السريع، في المقابل يوجد علاج بأدوية
مستهدفة. العلاج الكيميائي يتداخل مع انقسام الخلية في مناطق شتى، مثل
التداخل عند مضاعفة Duplication الدنا أو عند تكوين الصبغيات
Chromosomes. الأدوية السامة للخلايا تستهدف الخلايا سريعة الانقسام، ومن
ثم فهي غير محددة الهدف فقد تستهدف الخلايا السرطانية والسليمة على حد
سواء، ولكن الخلايا السليمة قادرة على إصلاح أي عطب في الدنا يحصل نتيجة
العلاج. من الأنسجة التي تتأثر بالعلاج الكيميائي هي الأنسجة التي تتغير
باستمرار مثل بطانة الأمعاء التي تصلح من نفسها بعد انتهاء العلاج
الكيميائي.
أحيانايكون تقديم نوعين من الأدوية إلى المريض أفضل من دواء واحد، ويسمى هذا بتجميع الأدوية الكيميائية Combination chemotherapy.
بعض علاجات لسرطان أبيضاض الدم أو الليمفوما تتطلب جرعات عالية من
العلاج الكيميائي وإشعاع كامل لجسم المريض Total Body Irradiation TBI
لاستئصال نخاع العظم بكامله مما يعطى فرصة للجسم من إنتاج نخاع عظمي جديد
ومن ثم إعطاء خلايا دم جديدة. لهذا السبب يتم التحفظ على النخاع العظمي أو
الخلايا الجذعية للدم قبل العلاج تحسبا لعدم قدرة الجسم من إنتاج نخاع
جديد. ويسمى هذا بتكرار عملية زرع الخلايا الجذعية Autologus Stem Cell
Transplantation. في المقابل يمكن زرع خلايا جذعية مكونة للدم Hemapoietic
Stem Cells من متبرع أخر ملاءم Matched Unrelated Donor MUD.
العلاج المُستهدففي أواخر عام 1990،
كان استخدام العلاج المستهدف Targeted Therapy أثر كبير في علاج بعض
السرطانات. والآن يعتبر من أهم المجالات التي تبحث لعلاج السرطان. يستخدم
هذا العلاج أدوية دقيقة تستهدف بروتينات تظهر في الخلايا السرطانية. وتلك
الأدوية هي عبارة عن جزيئات صغيرة تقوم بوقف بروتينات بها طفرات وتنتج
بكثرة في الخلية السرطانية لأهميتها لتلك الخلية. مثال على ذلك أدوية تكبح
بروتين تيروزين كيناز Tyrosine Kinase Inhibitors مثل دواء إماتينيب ودواء
جيفيتينب.
صورة لجراح يسلط ليزر على سرطان ،إمتص السرطان دواءا حساسا للضوء -فوتوفرين-، لقتل الخلايا السرطانية
أدوية ضِد وحيد النسلية Monoclonal Antibody هي إستراتجية أخرى في العلاج المستهدف. ويكون الدواء عبارة عن ضد
Antibody يقبض على بروتين موجود على جدار الخلية. أمثلة تشمل هذا النوع
مثل دواء تراستوزوماب Trastuzumab وهو مستضد ضد HER2/neu ويعالج به سرطان
الثدي، ويوجد أيضا دواء ريتوكسيماب Rituximab وهو مستضد ضد خلايا ذات تمايز
عنقودي 20 (CD20) ويعالج به بعض السرطانات في الخلية الليمفاوية البائية
B-cell ودواء سيتوكسيماب Cetuximab وهو مستضد ضد EGFR ويعالج به سرطان
القولون والمستقيم وسرطان الرأس والرقبة. أيضاً من العلاجات المستهدفة،
أدوية تحتوي على نوويات مشعة Radionuclides مرتبطة ببيبتيدات
صغيرة يمكن أن تلتصق بمستقبلات Receptor على سطح الخلية أو ترتبط بالمواد
خارج الخلية Extracellular Matrix والتي تحيط بالورم. وعند ارتباط هذه
البيبتيدات بسطح أو حول السرطان تقوم النوويات المشعة بالتحلل وتقتل
الخلايا السرطانية.
العلاج بالتقو الضوئي
Photodynamic therapy PDT هو علاج يشمل ثلاث متطلبات، وهم مادة حساسة
للضوء وأكسجين من الأنسجة والضوء (غالبا يكون ليزر).حيث يُعطى المريض مادة
حساسة للضوء غير سامة للخلايا، بعدها تنتشر المادة في الجسم وتمتص من
الخلايا السرطانية وعلى عكس ذلك لا تقوم الخلايا السليمة بامتصاصه. ثم يوجه
الجراح ضوء أو ليزر إلى عضو السرطان، فتتحول بوجود الأكسجين المادة
الحساسة من مادة غير سامة إلى مادة سامة داخل الخلايا السرطانية. ويستخدم
في علاج سرطانة الخلية القاعدية Basal Cell Carcinoma أو سرطان الرئة. يفيد هذا العلاج أيضا في قتل الأنسجة الخبيثة المتبقية بعد الإزالة الجراحية للورم الكبير.
[7] العلاج المناعيالعلاج المناعي
Immunotherapy يختلف عن العلاج المستهدف Targeted Therapy بأنه مصمم
لتحفيز جهاز المناعة جسم المريض للقضاء على الخلايا السرطانية. تحث الطرق
الحالية من توليد رد مناعي ضد السرطان، ومنها استخدام عصوية كالميت جيران
Bacillus Calmette-Guérin BCG داخل المثانة لمنع سرطان المثانة أو استخدام الإنترفيرون أو السيتوكين لتحفيز الجهاز المناعي ضد سرطانة الخلية الكلوية Renal Cell Carcinoma أو سرطان الميلانوما. أيضاً، تستخدم اللقحات
مثل لقاح سيبوليوسيل-تي Sipuleucel-T ويتم تكوينه عن طريق أخذ خلايا غصنية
Denderitic Cell –خلايا محفزة للجهاز المناعي- من جسم المريض وتحميلها
بفوسفتيز البروستاتا الحمضي Prostate Acid Phosphatase وإعادتها ثانيا
للجسم. فتقوم بتحفيز للجهاز المناعي محدد ضد الخلايا السرطانية في
البروستاتا.
في 2007،
قام الباحث اللبناني د.ميشيل عبيد وزملائه باكتشاف مادة تحتوي على مجموعة
الانتراسيكلين Anthracycline (مجموعة تتميز بمضادتها للسرطان). حيث أعطى
عبيد هذه المادة للفئران مصابة بسرطان، فأرغمت هذه المادة الخلايا
السرطانية على إنتاج مادة تدعى الكاريتيكولين calreticulin ووضعها على
الغشاء الخلوي للخلايا السرطانية فقط. وجود هذه المادة على سطح الخلية،
تمكن الجهاز المناعي من التمييز بين الخلايا السرطانية التي تفرز
الكالريتيكولين والخلايا السليمة التي لا تفرزه. مما يؤدي إلى استنفار
الجهاز المناعي فتقوم خلاياه بالتهام الخلايا السرطانية ودفع السرطان إلى
الموت وتسمى العملية بأحداث الموت المناعيImmunogenic Cell Death.
[8] لم يتم تجريب هذا الدواء على الإنسان.
يُعتبر زرع النخاع العظمي من متبرع أخر نوع من العلاج المناعي، بحيث
الخلايا المناعية المنتجة من النخاع المزروع ستقوم بمهاجمة الخلايا
السرطانية وتطلق على هذه العلاج "تأثير الزرع ضد الورم" graft-versus-tumor
effect. وقد تحدث أضرار جانبية شديدة في هذا العلاج.
العلاج الهرمونيقد يوقف نمو بعض السرطانات عن طريق العلاج الهرموني Hormonal Therapy. سرطان كسرطان الثدي والبروستاتا قد تتأثر بهذا النوع من العلاج. يكون إزالة أو تعطيل الإستروجين أو التستيرون من الفوائد المضافة للعلاج.
العلاج الجينيالعلاج الجيني
أو بالجينات من أهم الإستراتيجيات الجديدة في مكافحة مرض السرطان. وبرزت
اهميته مع تعريف أمراض السرطانات كأمراض جينية، لتُغري الباحثين في البحث
عن إصلاح الجينات المعطوبة. ويتم ذلك بصور عديدة منها وضع الجين السليم في
غطاء فيروسي أو في جسيمات شحمية موجبة الشحنة Cataionic Liposomes أو عن
طريق كهربة الخلايا السرطانية وإرغامها على فتح مسامها لتساعد على امتصاص
الجين السليم داخل الخلية السرطانية ويطلق عليها اسم Electroporation. وظهر
مؤخرا العلاج عن طريق رنا المتداخلة siRNA لوقف إنتاج البروتينات السرطانية.
ولكن لم يثبت إلى الآن أي نوع من العلاج الجيني في علاج السرطان من قبل إدارة الدواء والغذاء الأمريكية. للمعرفة المزيد عن آراء إدارة الدواء والغذاء الأمريكية في العلاج الجيني أضغط علىhttp://www.fda.gov/cber/gene.htm.
السيطرة على أعراض السرطانغالبا ما تكون السيطرة على أعراض السرطان غير مجدية لعلاج السرطان نفسه،
ولكنه مهم جداً لتحسين نوعية حياة المريض، وقد تحدد أيضا إذا كان المريض
يستطيع أن يخوض أنواع أخرى من العلاجات. رغم وجود الخبرة لدى الأطباء
لمداواة الأعراض مثل الآلام والغثيان والقيء والإسهال والنزيف وأعراض أخرى،
إلا إنه قد ظهر نوع جديد من التخصص في
العلاج المسكن Palliative Care لأعراض المرضى. تشمل إعطاء الأدوية المسكنة المورفين وأوكسيكودون ومضادات القيء.
الآلام المزمنة تُحس من المرضى بسبب تطور تدمير السرطان للأنسجة أو بسبب
العلاج المستخدم (جراحة أو أشعة أو أدوية). وهي في الغالب تدل على قرب
نهاية حياة المريض. وتجب عندها إراحة المريض وتسكين ألمه بالمورفينات. يكره
المختصين إمداد مرضى السرطان بالمواد المخدرة خشية إدمان المريض لها أو
حدوث توقف لتنفس المريض.
يظهر التعب كمشكلة غالبة عند مرضى السرطان، وهو يؤثر على نوعية حياة المريض. ومؤخرا، يتم علاج هذا العرض من قبل الأطباء.
العلاج المكمل والبديلالعلاج المكمل والبديل Complementary and Alternative medicine CAM هو
نوع مختلف من العلاجات المتبعة. للأسف معظم هذا العلاج لم يتم اتباع طرق
علمية فيه مثل إجراء تجارب إكلينيكية أو تجريبه على الحيوانات. وعند تجربة
بعض المواد البديلة لم يتم وجود جدوى لها. وأخر مثال على ذلك، المنتدى
السنوي عام 2007 للجمعية الأمريكية لعلم الأورام الإكلينيكي American
Society of Clinical Oncology قد أورد فشل تجارب المرحلة الثالثة Phase III
للمقارنة بين غضروف سمك القرش في علاج سرطان الرئة.
[9] يقصد بالعلاج المكمل هي الطرق أو المواد المستخدمة مع العلاج المتبع.
ويقصد بالعلاج البديل هي المواد المستخدمة لتكون بديلة للعلاجات المتبعة.
أحصت مجلة علم السرطان الإكلينيكي 453 مريض بالسرطان، وقد قام 69% منهم
بتجربة علاج مكمل أو بديل على الأقل لمرة واحدة على الأقل خلال رحلة
علاجهم.
من العلاجات المكملة، العلاج بالأعشاب وتوجد الآن تجربة لمعهد الصحة
القومي الأمريكي لنبات الدبق Mistletoe مع العلاج الكيميائي لعلاج الأورام
الصلبة. يستخدم الوخز بالإبر Acupuncture للسيطرة على الأعراض الجانبية
للعلاج الكيميائي مثل الغثيان والقيء. العلاج النفسي، أيضا علاج مكمل، قد
يحسن مزاج المريض.
العلاجات البديلة عديدة ومختلفة، وقد قوبلت باستحسان للخوف من الأعراض
الجانبية للعلاج المتبع، وللتكلفة. ومع عدم إثبات كفاءة هذا العلاجات في
الوقت الحالي، ويُعتبر بعض الأخصائيين الدعاية والترويج لبعض المواد المدعى
بكفاءتها في علاج السرطان من باب الدجل والشعوذة.
[10]التجارب العلاجيةالتجارب الإكلينيكية Clinical Trials هي عبارة عن تجربة علاج جديد
لعينية من المصابين بمرض السرطان. هدفه إيجاد الحل الأمثل لمعالجة المرضى
ومساعدتهم في مواجهة المرض. التجارب الإكلينيكية تختبر أنواع جديدة مثل
أدوية جديدة، طرق جديدة من العلاج الجراحي أو العلاج الإشعاعي أو الجمع بين
العلاجات.
وتعد التجارب الإكلينيكية هي من المراحل الأخيرة الطويلة والحذرة أيضا
لاختبار العلاج الجديد. يبدأ البحث عن علاج جديد في المعامل والمختبرات،
عندها يقوم العلماء باكتشاف أو تطوير العلاج. وإن كان العلاج واعد، يُجرب
على حيوانات مصابة بسرطانات لتحديد مدى قدرة على العلاج وتبين آثاره
الجانبية. إذا أثبت جدوى هذا العلاج يتم تجربته على البشر. بالطبع ليس كل
علاج مناسب للحيوانات يكون مناسبا للإنسان. ويطالب كل علاج بأن يكون ذو قوة
علاجية وآمن.
يُراقب المرضى عند حصولهم على العلاج الجديد من قبل الأطباء. وهذا لعدم
التأكد من آثار العلاج المجرب، وقد يحدث أعراض جانبية غير معروفة، وقد يكون
العلاج فعال بحيث تستفيد هذه المجموعة من العلاج الجديد المجرب.
التكهن العلاجييشتهر مرض السرطان بأنه مرض قاتل. ولكن ينطبق هذا على أنواع محددة من
السرطانات. وتوجد علاجات لبعض السرطانات أفضل من علاجات السكتة القلبية
والجلطات. ولأول مرة في علم الأورام، يمكن المرضي بالسرطان عودتهم إلى
أعمالهم وزيارتهم وممارستهم للرياضة. ويعتبر مريض مثل لانس أرمسترونج، فاز
بسباق دراجات فرنسا بعد انتقال سرطان الخصية للدماغ، من الملهمين لمرضي
السرطان في كل مكان.
التأثير العاطفيبعض الدراسات الأولية تقترح أن الأسرة والعلاقات الاجتماعية، وما لها من
تأثير نفسي وعاطفي على المريض، قد تقلل من احتمالية وفاة المريض.
[11] كما تساعد عوامل مثل الدين والتعلم في تقبل المريض لمرضه أو حتى تقبل قرب آجله.
كما برزت علوم جديدة مثل علم نفسية مريض الأورام Psycho-Oncology لترشد
الأطباء والجراحين بتحسين التعامل مع المريض وإبداء التفهم والتعاطف مع كل
حالة ومردود ذلك على صحة المريض النفسية والعاطفية. وترفض تلك الدراسات
مبدأ "أضرب وأجري" Hit-and-Run ويتمثل في تعريف الحقيقة المؤلمة للمريض دون
مواربة بإصابته بالسرطان أو بتردي حالته، وفي المقابل تؤيد تقديم حالة
المرض بصورة بطيئة غير مباشرة للمريض لعدم إصابة المريض وأهله بالذعر.
[12]و توجد منظمات تقدم العديد من المساعدات لمرض السرطان. وقد تتمثل في
تقديم الاستشارة، النصيحة، المساعدة المالية، توفير أفلام أو وسائط للتعريف
بالمرض. وتكون تلك المنظمات إما حكومية أو خيرية وعملها هو مساعدة المريض
لتحدي وتخطي مرض السرطان.
أسباب السرطانتشير كلمة السرطان إلى مجموعة من الأمراض المختلفة فيما بينها، ولكن
يجمع ذلك حدوث تغييرات غير طبيعية في المادة المورثة للخلايا السرطانية.
وتبحث الدراسات ثلاث مجالات، أولها دراسة الأسباب المسهلة أو المسببة لحدوث
تلك التغييرات في المادة المورثة. ثانيها البحث في طبيعة الطفرات ومكان
الجينات المطفرة. ثالثها تأثير تلك التغييرات على الخلية وكيفية تحويلها
إلى خلية سرطانية مع تعريف خواص تلك الخلية السرطانية.
مسرطنات كيميائيةمواد تحدث طفرات تسمى بالمواد المُطفِرة، وعند تركم عدة طفرات في الخلية
قد تصبح سرطانية وتسمى المواد التي تحدث سرطانات مواد مسرطنة. هناك مواد
محددة مرتبطة بسرطانات محددة. مثل تدخين السجائر مرتبط بسرطان الرئة وسرطان المثانة، والتعرض لحجر الأسبتوس قد يؤدي إلى حدوث أورام الميزوثيليوما
Mesothelioma. بعض المسرطو قد التحدث طفرات، فمثال كالكحول من أمثلة
المواد المسرطنة وغير مطفرة. ويعتقد أن هذ المواد تأثر على الانقسام
الميتوزي أو الفتيلي وليس على المادة المورثة. فهي تسرع من انقسام الخلايا