هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، فإن
طلبوا، فأعطهم، وإن غضبوا، فأرضهم، فإنهم يمنحونك ودهم، ويحبونك جهدهم، ولا
تكن عليهم ثقيلا، فيملوك، ويتمنوا وفاتك" الأحنف بن قيس.
الطفل عالم عجيب، ومخطئ من يعتقد أنه لا يفهم، وإنما إدراكه للأمور
يكون بشكل مجمل، وللأسف الشديد أن بعض مربي الأطفال والفتيان واليافعين
يتعاملون معهم على أنهم غُفْلٌ أو على جهل شبه تام؛ لذلك ينعكس هذا الفهم
الخاطئ على تربية الأبناء في المدارس والبيوت؛ ونتيجة لهذا الفهم الخاطئ
تقدم للأولاد مناهج وأساليب – ولا سيما في السنوات المبكرة - لا تنفعهم ولا
تصنع منهم مهرة في أي شيء. أو بررة مع غيرهم!
ومن القضايا والإشكاليات التي أوقع فيها المربون في البيوت أبناءهم –
وكانت نتيجة للتصور الخاطئ عن عالم الطفولة والفتوة و و و و هو تسليم
تربية أبنائهم إلى الخادمات والسائقين ولمن هب ودب! غير عابئين بما سيؤثر
على نفوسهم وشخصياتهم.
وفي هذا المقال سأتناول قضية إشباع الطفل عاطفيا، الذي يجعل منه إنسانا
سويا مطمئنا هادئا مستقرا مرتاحا، يحس بالأمن، والذي يصنع منه شخصية
متوازنة قانعة محبة للآخرين، قادرة على التكيف مع الحياة مبدعة لا تشعر
بالاغتراب الاجتماعي.
إن فقدان الطفل للعاطفة في البيت أو نقصها، تجعله يتعلق بكل من يمنحه
هذا الدفء، وهنا مكمن الخطر؛ فهو يتلقى عنه أسلوب حياته (وربما معتقده)
ومفاهيمه وطريقة تذوقه وحديثه، وكذلك لغته ودينه وخاصة ممن يأنس منه القرب.