صفع الأطفال يسبب إصابتهم باضطرابات سلوكية
أظهر بحث جديد أن الأطفال الذين يتعرضون للصفع باستمرار قبل بلوغهم سن
الثانية يواجهون خطراً أعلى للإصابة بمشكلات واضطرابات سلوكية بعد دخولهم
المدرسة.
ولاحظ الباحثون أن هذا الارتباط بين الصفع والسلوك المستقبلي للأطفال كان
واضحاً عند البيض بينما لم يتضح تماماً عند السود أو الأسبان حيث تبين أن
الأطفال البيض تحت السنتين من العمر الذين تعرضوا للصفع خمس مرات أسبوعياً،
أصيبوا بمشكلات سلوكية بنسبة أكثر بحوالي 2، 4 مرات بعد أربع سنوات أي عند
دخولهم المدرسة مقارنة مع الأطفال الذين لم يتعرضوا للصفع أبداً.
وأشار العلماء إلى عدة تفسيرات محتملة للاختلافات بين الفئات العرقية،
أولها ان الصفع يعتبر من الأمور الطبيعية المقبولة في العائلات السوداء
بمعنى أن الأطفال والآباء لا يعتبرون الصفع تصرفاً مهنياً بينما يعتبر
الصفع المتكرر الذي يستخدم بصورة أقل في مجتمعات البيض ويعتد أنه مهين جداً
وموتر للغاية أحد عوامل الخطر التي تهدد نمو الأطفال بدنياً ونفسياً
خصوصاً لمن لم يبلغوا الثانية من العمر.
وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن إصابة الطفل بمشكلات سلوكية في سن
المدرسة يعتبر عامل خطر رئيساً لفشله في دراسته مستقبلاً وزيادة حاجته
لخدمات تعليمية خاصة أو إصابته باضطرابات في صحته النفسية وغيرها من
المضاعفات التقدمية والتأثيرات السلبية.
يعتقد العديد من الآباء أنهم إذا ربوا أولادهم بالضرب فإنهم سيحصلون على
أطفال مؤدبين يخافون الخطأ ونتائجه فيحسنون عندها التصرف والحقيقة أنه ليس
هناك أمر أصعب على الطفل من أن يصفع على وجهه من قبل أي إنسان ولكن لو كان
هذا الشخص هو والده أو والدته فإن المشكلة أكبر وأعقد وذلك لأن الطفل عندها
سيوجه مشاعر العداء لهما، حتى وإن نسي بعدها، إلا أن الحالة التي مر بها
والخوف المصاحب سيكون لهما دورهما في شخصيته.
وقد حذر العلماء في المركز الوطني للأطفال الفقراء بجامعة كولومبيا
الأميركية من أن صفع الأطفال قد يسبب آثارا مؤذية طويلة الأجل على
سلوكياتهم ولا تساعد على تربيتهم وتحقيق الطاعة المطلوبة منهم لآبائهم.
وربطت الدكتورة اليزابيث جيرشوف، أخصائية العلوم النفسية بالمركز الصفع
بمشكلات سلوكية سلبية تصيب الأطفال مثل العدوانية والسلوك غير الاجتماعي
والانطوائي واضطرابات نفسية عديدة.
وقالت أن الصفع غير فعال أبدا في تقويم سلوك الطفل وتربيته ولا يساعد في
تعليمه الصح من الخطأ، كما أن له دورا في عدم التزام الطفل بطاعة والديه
فهو يخاف في حضورهما فقط، ولكنه يسيء التصرف في غيابهما.