سلوكيات الغذاء المتبدلة لدى الأطفال
قد تأتي فترة من عمر الطفل يرفض معها تناول نوع معين من الغذاء, وفي هذه
الحالة يجب أن لا تخاف الأم من أن يكون هذا الرفض عائداً لطارئ صحي قد أصاب
الطفل, وكان سبباً وراء عزوفه عن نوع معين من الطعام والشراب.
إذ أن سلوكيات الأطفال واستساغتهم للطعام قد تتبدل وتتغير, وهذا أمر طبيعي
ويحتاج لبعض الحكمة والتصرف السليم من قبل الأم, فمثلاً إذا رفض الطفل حليب
الزجاجة بعد فطامه فقد يعود هذا الرفض للحليب نفسه, أو إلى حلمة الرضاعة
الصناعية المختلفة عن حلمة الثدي, وفي هذه الحالة يجب أن يعطى الطفل بعض
الوقت ليعتاد على الوضع الجديد أو على الحليب الجديد الذي اختلف في طعمه عن
حليب الأم.
وإذا رفض الطفل تناول الحليب الاصطناعي بشكل مفاجئ رغم أنه يقبله منذ
ولادته, فهنا قد يكون السبب إما أنه مريض, أو أنه مل طعم الحليب ويرغب بأن
يتذوق نكهة أخرى وهذا من حقه طبعاً.
ومن الممكن إضافة ملعقتين من الخضار أو الفواكه المطحونة جيداً لإعطاء
الطفل نكهة جديدة هذا إذا كان عمر الطفل دون الستة أشهر, أما إذا تجاوز هذه
السن فيمكن دعم الحليب بالشوكولاته أو بالحبوب أو بالهندباء, وفي حال بلوغ
الطفل أكثر من سنة وأعلن مقاطعته للحليب بشكل كلي, فإن تناول مشتقاته من
اللبن والأجبان قد تكون كافية لتحل محله.
أما رفض الطفل لشرب المياه فهذا لا يعني بأنه لا يحب الماء, بل هو وبكل
بساطة قد لا يكون عطشاً؛ وبكل الأحوال لا داعي للقلق من عدم شرب الطفل
للمياه بشكل مباشر لأنه يحصل عليه وبوفرة من الأغذية التي يتناولها.
و قد يكون عزوف الطفل عن تناول اللحم نزوة لأنه لا يحبذ طعمه, كما أن اللحم
ليس المصدر الرئيسي للبروتينات خلال السنتين الأوليتين من العمر, فالحليب
ومشتقاته إضافة إلى البيض والبقول الجافة تشكل مصادر جيدة للمواد
البروتينية.
وقد يرفض الطفل تناول عشائه وهنا يكون السبب الأول والرئيسي لهذا الرفض هو
تعب الطفل بعد عناء يوم كامل بين المدرسة واللعب واللهو, وفي هذه الحالة
يفضل الطفل الخلود للنوم أكثر من تناول وجبة العشاء, وقد يكون السبب -وهذا
ليس مستبعداً- بأن الطفل قد تناول كفايته من الغذاء خلال النهار وهو لا
يشعر بحاجته للطعام؛ وعلى كل حال أياً كانت الأسباب فلا يجب إجبار الطفل
على الأكل أبداً.
وشكرا