أسباب خفيفة للسمنة
تشتكي معظم النساء من زيادة الوزن
, رغم التزامهن الشديد بالريجيم القاسي , ورغم عدم تناولهن أية مادة يمكن
أن تؤدي لزيادة الوزن . ويقول البعض من الرجال والنساء , انهم لا يأكلون
بشراهة , ومع ذلك ترتفع أوزانهم . وربما كان هؤلاء وأولئك على حق , إذ أن
هناك أسباباً خفية لزيادة الوزن رغم التزام الشخص بريجيم قاس , وفي بعض
الأحيان رغم فقدان الجسم لنسبة كبيرة من الدهون .
الأخطر أنها تسبب في
مضاعف صحية خطيرة , كارتفاع ضغط الدم , وأمراض القلب وانسداد الشرايين ,
والسكري , إلى جانب بعض أنواع السرطان , وأمراض المفاصل الناتجة عن ارتفاع
الوزن وترهل العضلات , وغالباً ما تكون المرأة البدينة اقصر عمراً من
النحيفة نظراً للمتاعب الصحية التي تصيبها من جراء السمنة المفرط ة, لكن قد
لا يعلم البعض أن هناك أسباب خفية لا علاقة لها بأساليب الأكل والتغذية بل
قد تعود إلى عوامل أخرى تؤدي لعدم فقدان الوزن هناك أكثر من عشرة أسباب
لهذه الظاهرة هي :
1- الحساسية :
أثبتت العديد من الدراسات
والبحوث العلمية بما لا يدع مجالاً للشك , أن بعض الأشخاص مصابون بالحساسية
تجاه بعض المواد الغذائية , وفي بعض الأحيان تظهر عليهم أعراض تلك
الحساسية , مثل الاكزيما أو لتهابات الفم أو اضطرابات وغازات وانتفاخات في
الأمعاء , وفي بعض الأحيان إمساك , أو إسهال أو مشكلات صحية بسيطة قد لا
نعيرها أي اهتمام مثل حبوب صغيرة تظهر في الوجه أو تقرحات في زوايا الفم ,
وبعض المأكولات قد تسبب تلك الحساسية مثل الخميرة , أو البيض , والكولا أو
بعض أنواع الخبز , وبعض أنواع الفواكه والحساسية للطعام يمكن أن تؤدي إلى
احتباس السوائل بالجسم , وبالتالي زيادة الوزن كما قد تؤدي لزيادة الرغبة
بتناول الطعام , وانخفاض معدل التمثيل الغذائي بالجسم .
ويمكن التعرف
إلى أنواع لأغذية والمأكولات التي تثير الحساسية بفقدان الدهون والوزن مرة
أخرى بسرعة مع فقدان السوائل المحتبسة في الجسم
2- انخفاض معدل السكر :
يتعرض
البعض لحالة هبوط السكر بالدم وهي ما عرف باسم Hypo Glycaemia وتعني
انخفاض السكر في الدم تحت المعدل الطبيعي وفي هذه الحالة يتوق الشخص لتناول
إحدى المأكولات الحلوة بشدة , أو المواد النشوية مثل الكيك , وفي بعض
الأحيان يتلهف لتناول قطعة شوكولاتة , أو بسكويت أو خبز وسمون وعندما تفوته
إحدى الوجبات يصاب بالتوتر الشديد ويشعر بالعصبية والإعياء .
ومن
الأعراض المصاحبة لهذه الحالة أيضا : الشعور بالتعب طوال الوقت , حتى بعد
الحصول على قسط كاف من النوم , وهي حالة شائعة جداً , ويمكن أن تؤدي إلى
السمنة وزيادة الوزن ما لم يتغلب الإنسان على رغبته في تناول الحلويات
والمواد النشوية , وفي هذه الحالة ننصح بتغيير البرنامج الغذائي وتطبيق
برامج كسر الريجيم , وبرامج معادلة الأملاح والسوائل بالجسم وتناول أي من
البقوليات مثل الفول واللويباء بدلا عن المواد السكرية والنشوية , أو تناول
نشويات معقدة التركيب مثل الأرز والبطاطس المشوية , حيث تعمل تلك المواد
على تثبيت مستوى السكر في الدم وتحول دون هبوطه .
3- الأكل للتسلية :
والبعض
يلجأ لتناول الطعام لمجرد التسلية أو شغل وقت الفراغ , والبعض الآخر يأكل
بشراهة عند الفرح , والبعض الآخر عند الحزن , والضيق , وآخرون يأكلون لمجرد
الأكل , وبعد الأكل يشعرون بالندم الشديد على هذا الاندفاع نحو الأكل ,
ويشعرون بالإحباط وحين يزول المؤثر يبدؤون بالعودة إلى الانضباط , وهؤلاء
دائماً يحتاجون لوسيلة مفيدة لشغل أوقات الفراغ مثل المشاركة في أنشطة
رياضية , وترويحية وترفيهية .
4- فصائل الدم والوراثة :
تلعب
فصائل الدم المختلفة دوراً مهماً في زيادة الوزن نتيجة لتناول بعض الأطعمة
, فعلى سبيل المثال ما يناسب فصلية الدم O ويطلق عليهاالصيادوذلك لميلها
إلى المواد البروتينية لا يناسب فصيلة الدم B , وما يناسب فصلية الدم A
ويطلق عليهاالزراعقد لا يناسب فصيلة الدم B-A وهذه نظرية أخرى .
وتشير
التقارير العلمية عن السمنة إلى أن ما يصل إلى %85 من الحالات يرجع إلى
عوامل وراثية خارجة عن ارداة الفرد , فالبعض تجري عمليات التمثيل الغذائي
في أجسامهم بسرعة تساعد على استهلاك الطاقة الحرارية بشكل اكثر كفاءة ,
وبالتالي يكونون أقل قابلية للسمنة , أما البعض الآخر فإن تلك العمليات
الكيميائية الحيوية تسير بصورة أبطأ وبذلك تصبح أجسامهم أكثر قابلية
لاختزان المواد الدهنية , ولا توجد حالياَ أدلة طبية تثبت أن الجينات
الوراثية هي التي تؤدي إلى زيادة الوزن , ولكن البروفيسور ستيفن بلوم ,
الخبير البريطاني في هذا الموضوع , يعتقد بأننا جمعيا نملك نزعة طبيعية إلى
السمنة , من أجل البقاء , وتفادي الموت جوعاً في ظروف المجاعات , وتشير
إحدى دراساته إلى أن الشخص البدين ربما لا يفرز قدراً كافياً من مادة
كيميائية في الدماغ تتحكم في كمية الطاقة .
5- تكيس المبيض وعدم انتظام الدورة :
وتظهر
زيادة الوزن على بعض النساء من دون سبب واضح مع الشعور بالآلام الشديدة
أثناء فترة الطمث , ربما تعاني المرأة من حالة تدعىتكيس المبيضوهذه حالة
يسببها ارتفاع نسب الهرمونات الذكرية , وكذلك وجود أكياس صغيرة حول حافة
المبيضين وكل النساء يفرزن بعض هورمونات الذكورة ولكن بمعدلات أعلى عند
البعض مما يؤدي إلى زيادة شعر الوجه والجسم وظهور حب الشباب.
وتكيس
المبيض مرض شائع يصيب حوالي %6-3 من النساء الشابات ويؤدي إلى زيادة مفرطة
في الوزن لدى نحو 35 إلى %60 منهن ويمكن تشخيص عدم انتظام الدورة الشهرية
واختلالها عن طريق فحص الدم , والفحص بالموجات فوق الصوتية , ويتوقف العلاج
في كثير من الحالات على طبيعة الأعراض الخاصة بكل حالة على حدة , لكن
التحكم في الوزن مهم جداً لأنه يمكن أن يحل جميع المشكلات المتعلقة بالحيض
والإخصاب وكثرة الشعر .
6- مرضى كوشنج :
وهو مرض معروف تظهر
أهم علاماته في زيادة استدارة الوجه , وتسبب هذه الحالة زيادة تركز الدهون
في كتلة الجسم مع نحافة الذراعين والساقين وقد تحدث بعض التغيرات مثل
الزيادة المفرطة في شعر الجسم وصعوبة النوم , والشعور بالأرق . ويحدث هذا
نتيجة الإفراط في إفراز مركبات الستيرويد في الجسم , ويحدث في بعض الأحيان
نتيجة لحدوث أورام , أو التهابات للغدة فوق الكلية , أو الغدة النخامية ,
ويتم التعرف إليها بتحليل البول والدم وقياس نسبة وكمية مركبات السترويد في
الدم التي تسبب ارتفاع ضغط الدم , وقد تؤدي للإصابة بالسكري أيضاً ويمكن
التخلص من هذا الورم عن طريق عملية جراحية لإزالته , ولحسن الحظ فهذه
الحالة نادرة ولا تصيب سوى شخص واحد في كل 100 ألف شخص .
7- ضعف الثقة بالنفس :
يرى
علماء النفس أن بعض الذين يعانون من نقص الثقة بأنفسهم ربما يفرطون في
الأكل عقاباً لأنفسهم , والواحد من هؤلاء حالما تواجهه أية مشكلة , يلقي
باللوم على نفسه فوراً ويعند إلى الانغماس في الأكل , وهذا قد يريحه مؤقتاً
, لكن الشعور بالذنب لا يلبث أن يعاوده مرة أخرى وعندما تبدأ علامات
البدانة بالظهور عليه , يزداد إحساسه بالإحباط والفشل , وهكذا يعيش في
دوامة الاكتئاب .
والنصيحة التي تقدم لهؤلاء هي : ضرورة الشعور بالثقة
بالنفس , وتقدير الذات وكلما واجه الإنسان اغراء الإفراط في الأكل ينبغي
عليه أن يحول اهتمامه إلى شيء آخر , غير الطعام كارتباطاته الاجتماعية
مثلاً , ويرغم نفسه على ممارسة بعض الرياضة , حتى لو كان آخر ما يرغب في
عمله ويجب أيضا الاعتراف للنفس بالفضل في كل المنجزات والنظر إلى الأمور
بطريقة إيجابية بدلاً من النظرة السلبية التي تفقد ثقته بنفسه .
8- عامل المظهر :
العديد
من الرجال والنساء لا يشعرون بشكل أجسامهم , والمرأة من هذا القبيل لا
تطيق النظر إلى جسمها في المرآة , لأنها دائما تجد عيباً في مظهرها ,
وتعتقد باستمرار بأن جزءاً من جسمها يحتاج إلى تغيير . ويقول أستاذ علم
النفس روبرت ايدلمان أن هؤلاء يميلون إلى المبالغة في كل شيء بما في ذلك
تناول الطعام وحتى الرياضة إلا أنهم يمارسونها بإسراف وعليهم الاعتدال ,
وأن يتذكروا أن لا أحد يعتقد بأن جسمه مثالي ومع ذلك فإن معظم الناس يرضون
بمظهرهم رغم ما فيه من عيوب ومن الفضل تركيز الاهتمام على المزايا الداخلية
بدلاً من المظهر الخارجي وحده .
9- متاعب الغدة الدرقية :
هل
تحس بالبرد اكثر ما ينبغي ؟ وهل أصبحت أقل نشاطاً وميلاً إلى الخمول ؟ وهل
ضعفت ذاكرتك وقدرتك على التركيز ؟ وهل تزايد وزنك باستمرار رغم عدم حدوث
أي تغيير مهم في أسلوب تغذيتك , أو تمريناتك الرياضية ؟ إذا كان الرد على
هذه الأسئلة بالإيجاب فلعلك تعاني من ضعف نشاط الغدة الدرقية وهي حالة تعرف
باسمالقصور الدرقيوالغدة الدرقية تفرز هورمونات تعمل على استهلاك الوحدات
الحرارية , والمصابون بالقصور كثيراً ما تطرأ عليهم زيادة الوزن بسهولة ,
وأكثر أسباب هذه الحالة شيوعاً يحدث عندما يخطئ جهاز المناعة في التعرف إلى
الخلايا الدرقية فيحسبها نوعاً من الفيروسات , ويعمد إلى تدميرها , ويمكن
أن يحدث أيضاً من جراء العرج بوصفه طبية للغدة الدرقية , وتشخيص حالة
القصور الدرقي يمكن أجراؤه بسرعة عن طريق فحص بسيط للدم , وقصور الغدة
الدرقية يمن أن ينشأ في أي سن , ويحدث تدريجيا , ويعد من الأمراض الوراثية ,
ونسبة شيوعه بين النساء تزيد ست مرات عنها بين الرجال , ويمكن معالجتها
بأقراص الهورمونات , وهناك نسبة تتراوح بين 5 و %10 من النساء يعانين من
قصور درقي طفيف قد لا يسبب زيادة الوزن .
10- العادات والتقاليد الاجتماعية :
يعتقد
بعض الخبراء بأن شدة تعلق النساء بشكل خاص بالطعام ربما ترجع إلى ظروف
التكيف الاجتماعي , فالولائم سمة تميز مجتمعنا العربي ونحن نريد أن تستمتع
عائلاتنا وأصدقاؤنا بما نعده لهم من طعام , ولذلك نكون أكثر ميلاً إلى تقدم
الأكلات الممتعة , والدسمة بدلاً من المأكولات الصحية , ومنذ سن مبكرة
يشجعنا الجميع على التهام كل ما يقدم لنا على طبق قد اكتسبنا عادة أكل كل
شيء يوضع أمامنا على مائدة الطعام .
والكثير من طعامنا يقدم بكميات
كبيرة , ولكننا نأكلها بالكامل , حتى لو شبعنا إلى حد التخمة , فمثلاً
عندما نريد وجبة خفيفة قد نشتري علبة تحتوي على شطيرتين ثم نأكل الاثنتين
لمجرد القيام بواجب الإجهاز على محتويات العلبة رغم إحساسنا بالشبع بعد
تناول الشطيرة الأولى !
فقدان الوزن لا يعني فقدان الدهون , وأكبر خطأ
يمكن أن يقع فيه أصحاب الوزن الزائد هو الاعتماد على الوزن كوسيلة لقياس
الرشاقة والتخلص من الدهون وهناك العديد من العوامل التي تؤدي لزيادة الوزن
الكاذبة والشعور بالإحباط كما تؤدي بالعديد من الناس للرجوع عن تنظيم
الغذاء وذلك للإحساس بالفشل وعدم الحصول على نتائج . وموضوعنا هذا يوضح
باختصار العوامل التي تؤدي لزيادة الوزن الكاذبة رغم فقدان الجسم للدهون من
هذه العوامل :
الدورة الشهرية لدى النساء وتناول وجبات غنية بالملح
, ووجود كمية من البول في المثانة والامساك والوزن بعد الأكل أو الشرب
ونوعية الملابس وسماكتها أيضاً . كما أن ممارسة الرياضة وبشكل خاص الرياضة
بالأجهزة والأثقال تؤدي لحدوث زيادة صحية في الوزن يمنع الترهل وتنحت الجسم
رغم زيادة الوزن .
ومعظم البرامج المعدة لتخفيض الوزن تقلل نسبة الماء
المختزنة بالجسم أو تحرق سعرات حرارية مختزنة بالأنسجة العضلية , ولهذا
هناك احتمال كبير لزيادة نسبة الدهون بالرغم من فقدان الوزن , والعكس صحيح .
لهذا تعتبر عملية الوزن وحدها غير دقيقة , ولا تحدد بالضبط هل الجسم
يفقد دهونا أم يفقد ماء فقط , وأخطر البرامج التي تستخدم للتخسيس هي التي
تحاول إنقاص الوزن عن طريق تخليص الجسم من الماء عن طريق حبوب التخسيس .