كيف تكون النية في الصيام؟
«الجواب:» النية فرض من فرائض العبادة، سواء أكانت
صلاةً أو صياماً أو حجاً أو غيرها، وقد ثبت في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله
عليه وسلم:
«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى »
رواه البخاري وغيره .
والصوم لابد فيه من نية، فلا يصح الصوم بدون نية،
سواء أكان الصوم فرضاً أو نفلاً أو قضاءً، وإن اختلف أهل العلم في وقت النية في
أنواع الصيام المذكورة، وبالنسبة لصوم رمضان، فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا بد
من تبييت النية، أي لابد أن ينوي المسلم الصيام قبل طلوع الفجر، ويدل على ذلك حديث
ابن عمر رضي الله عنهما عن أخته حفصة زوج النبي ص أن رسول صلى الله عليه وسلم قال :
«من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صوم له» رواه أبو داود
وابن خزيمة والدراقطني والبيهقي وغيرهم، وهو حديث صحيح كما قال الشيخ المحدث
الألباني، انظر إرواء الغليل 4/25 .
ومعنى «يجمع» في
الحديث أي يعزم، أي لابد لمن أراد الصوم أن يعزم على الصيام خلال الليل، ويكون ذلك
من وقت المغرب إلى طلوع الفجر، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا القول المرجح
: « إنه أوسط أقوال أهل العلم في المسألة » ، انظر مجموع
الفتاوى 25/120.
وكما قلت فان المقصود من النية العزم على الصوم، وليس المراد أن
يتلفظ بالنية، كأن يقول بلسانه « نويت أن أصوم يوم غدٍ من شهر
رمضان » أو نحو ذلك من العبارات، فإن التلفظ بالنية بدعة لا أصل له في
الشرع، لأن النية من عمل القلب وليست من عمل اللسان، وقد اتفق معظم العلماء على أن
محل النية القلب، والتلفظ بها بدعة لأن ذلك لم ينقل عن الرسول ص أنه علّم أصحابه
التلفظ بالنية، ولا أمر به أحداً منهم فلو كان ذلك مشروعاً لبينه عليه الصلاة
والسلام، إما بالقول أو بالفعل أو بهما وكل ذلك لم يكن