نص الرِّسالة:
يا صاحبَ الهمة
العالية، يا من تحب أن تدخلَ الجنَّة العالية، جئتُك بخبرٍ جميل يفوقُ الخيال في
قمَّة الجمال؛ خبر جنَّة الدُّنيا، أنت بلسانِ الحال تقول: دلني عليها - حفظك الله،
وخذ من المالِ ما تريدُ حتى يتغير الحال، وتصبح السعادةُ لنا هي
العنوان.
أقول لك - والله المستعان -: إنَّ
جنَّة الدُّنيا بين يديك تنالها دون عناء وشقاء؛ أخبر عنها شيخُ الإسلامِ ابن تيمية
- رحمه الله - حيث قال: "من لم يدخل جنَّةَ الدُّنيا لن يدخلَ جنَّةَ الآخرة"، هذا
أجمل ما يُقال، وإنَّه من أصحِّ الأخبار؛ حيث إنَّ جنَّة الدُّنيا تتمثلُ في حلاوةِ
الإيمان؛ من صلاةٍ خاشعة، وقيامِ الليل؛ إذ الأركانُ راكعة وساجدة.
جنَّة
الدُّنيا أن يعيشَ القلبُ بيقينٍ صادق لا تشوبه الظنون ولا الأوهام، بل الخوف من
الجليل المتعال، جنَّة الدُّنيا أن تعطيَ أخاك ابتسامةً صادقة وكلمة طيبة، أن تمسحَ
على رأسِ يتيم يحنُّ للحنانِ في الليل والنهار.
يا من تريدُ جنَّةَ
الدُّنيا، الكلامُ في هذا المقامِ يطول، لكن باختصارٍ لك أقول: عشْ أخرف هذه
الجنَّة وابدأ بخطوةٍ صادقة على طريقِ النبي العدنان - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ضحِّي واهجر الملذاتِ كما فعل جيلُ العزَّةِ والتمكين؛ الصحابة الأخيار.
كن
سراجًا منيرًا لأبناءِ الإسلام، بلِّغْ دعوةَ نبيك في مشارقِ الأرض ومغاربها، ابكِ
والنَّاس نيام، قل للحي الذي لا ينامُ ما تريد؛ فإنه كريمٌ يحبُّ أن يسألَه العباد،
خزائنه ملأى لا تنفذُ مهما طال الزَّمان.
أُخيَّ، لك الخيار؛ إما لهو في الدُّنيا موصلٌ لنار الآخرة،
وإمَّا جنَّة الدُّنيا حتى تصلَ جنَّةَ الخلدِ؛ وما فيها من طيرٍ وثمار، وأنهار من
عسل وخمر ولبن، وحور من جمالها يحتارُ العقلُ واللسان عن الكلام.
يا من
تحبُّ نعيمَ الجنَّةِ، لم الرُّكون إلى الضيعاتِ والزوجات؟ لم
لا تكون في ركبِ صفوةِ الرِّجال أصحاب التضحيات؟ اسمع ما ينجي من نارِ لظى،
بأن تنهضَ لدعوةِ النبي المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن تعيدَ مجدَ أمةٍ
أتعبتها الجراحُ، وكاد خبرُها أن يكون شيئًا قد مضى.
أخي، انظر لذاك الطير الذي يسبحُ الرَّحمنَ في عنانِ
السَّماء، تأملْ ذاك الماء الآتي من فوقِ الجبال، من على الهضابِ الذي يشقُّ
السُّهولَ، إنه يدلُّ على عظمةِ الجليل؛ الله - جلَّ جلاله.
الورود من أرضٍ
واحدة وماءٍ واحد تجدُ ألوانَها مختلفةً، وجمالَ خلقها يسكتُ الأصوات
المتعالية.
احبائي في الله، كن في قلبِ جنَّة
الدُّنيا، في واحةِ الإيمان بالأعمال الصالحة، على طريقِ النعيم؛ طريقِ الإسلام،
تكنْ في الآخرةِ من الفائزين برضا الرَّحمن، لتنالَ رفقةَ وشفاعةَ نبي الرحمة
محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع الصحابةِ الأخيار، والشهداءِ الأبرار، مع
المؤمنين والصَّالحين، وحسن أولئك رفيقًا، والصَّلاة والسلام على نبينا محمَّدٍ -
صلَّى الله عليه وسلَّم
نص الرِّسالة:
يا صاحبَ الهمة
العالية، يا من تحب أن تدخلَ الجنَّة العالية، جئتُك بخبرٍ جميل يفوقُ الخيال في
قمَّة الجمال؛ خبر جنَّة الدُّنيا، أنت بلسانِ الحال تقول: دلني عليها - حفظك الله،
وخذ من المالِ ما تريدُ حتى يتغير الحال، وتصبح السعادةُ لنا هي
العنوان.
أقول لك - والله المستعان -: إنَّ
جنَّة الدُّنيا بين يديك تنالها دون عناء وشقاء؛ أخبر عنها شيخُ الإسلامِ ابن تيمية
- رحمه الله - حيث قال: "من لم يدخل جنَّةَ الدُّنيا لن يدخلَ جنَّةَ الآخرة"، هذا
أجمل ما يُقال، وإنَّه من أصحِّ الأخبار؛ حيث إنَّ جنَّة الدُّنيا تتمثلُ في حلاوةِ
الإيمان؛ من صلاةٍ خاشعة، وقيامِ الليل؛ إذ الأركانُ راكعة وساجدة.
جنَّة
الدُّنيا أن يعيشَ القلبُ بيقينٍ صادق لا تشوبه الظنون ولا الأوهام، بل الخوف من
الجليل المتعال، جنَّة الدُّنيا أن تعطيَ أخاك ابتسامةً صادقة وكلمة طيبة، أن تمسحَ
على رأسِ يتيم يحنُّ للحنانِ في الليل والنهار.
يا من تريدُ جنَّةَ
الدُّنيا، الكلامُ في هذا المقامِ يطول، لكن باختصارٍ لك أقول: عشْ أخرف هذه
الجنَّة وابدأ بخطوةٍ صادقة على طريقِ النبي العدنان - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ضحِّي واهجر الملذاتِ كما فعل جيلُ العزَّةِ والتمكين؛ الصحابة الأخيار.
كن
سراجًا منيرًا لأبناءِ الإسلام، بلِّغْ دعوةَ نبيك في مشارقِ الأرض ومغاربها، ابكِ
والنَّاس نيام، قل للحي الذي لا ينامُ ما تريد؛ فإنه كريمٌ يحبُّ أن يسألَه العباد،
خزائنه ملأى لا تنفذُ مهما طال الزَّمان.
أُخيَّ، لك الخيار؛ إما لهو في الدُّنيا موصلٌ لنار الآخرة،
وإمَّا جنَّة الدُّنيا حتى تصلَ جنَّةَ الخلدِ؛ وما فيها من طيرٍ وثمار، وأنهار من
عسل وخمر ولبن، وحور من جمالها يحتارُ العقلُ واللسان عن الكلام.
يا من
تحبُّ نعيمَ الجنَّةِ، لم الرُّكون إلى الضيعاتِ والزوجات؟ لم
لا تكون في ركبِ صفوةِ الرِّجال أصحاب التضحيات؟ اسمع ما ينجي من نارِ لظى،
بأن تنهضَ لدعوةِ النبي المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن تعيدَ مجدَ أمةٍ
أتعبتها الجراحُ، وكاد خبرُها أن يكون شيئًا قد مضى.
أخي، انظر لذاك الطير الذي يسبحُ الرَّحمنَ في عنانِ
السَّماء، تأملْ ذاك الماء الآتي من فوقِ الجبال، من على الهضابِ الذي يشقُّ
السُّهولَ، إنه يدلُّ على عظمةِ الجليل؛ الله - جلَّ جلاله.
الورود من أرضٍ
واحدة وماءٍ واحد تجدُ ألوانَها مختلفةً، وجمالَ خلقها يسكتُ الأصوات
المتعالية.
احبائي في الله، كن في قلبِ جنَّة
الدُّنيا، في واحةِ الإيمان بالأعمال الصالحة، على طريقِ النعيم؛ طريقِ الإسلام،
تكنْ في الآخرةِ من الفائزين برضا الرَّحمن، لتنالَ رفقةَ وشفاعةَ نبي الرحمة
محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع الصحابةِ الأخيار، والشهداءِ الأبرار، مع
المؤمنين والصَّالحين، وحسن أولئك رفيقًا، والصَّلاة والسلام على نبينا محمَّدٍ -
صلَّى الله عليه وسلَّم