زوايا الأبراج المنشورة في الصحف والفضائيات خرافات والعمل بها محرم
[ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ]
صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية بيان بينت فيه تحريم علم التنجيم بإجماع علماء الشريعة.
و
قالت اللجنة في بيانها لقد دأبت بعض الصحف والمجلات على تخصيص زاوية منها
تنشر شيئا من علم التنجيم المحرم، يكتب بعناوين جذابة تخدع من لا علم عنده
بتحريم أنواع التنجيم من هذه العناوين"أنت والنجوم، أو أبراج القراء، أو
ألوان الحظ، أو حظك هذا الأسبوع أو الفلك بين يديك، أو حديث الأبراج، أو
أورسكوب .. وهكذا"، وتكتب هذه الزوايا بعدة طرق منها ما يكتب بطريقة
الأبراج"برج الحمل، برج الثور، برج الجوزاء برج السرطان.. وهكذا.."ومنها ما
يكتب بطريقة الأشهر، حيث توضع جداول شهر كذا وشهر كذا، وما يوجد في كل شهر
من النحس والسعد، ومنها ما يكتب بطريقة السنوات إذا كنت من مواليد سنة كذا
فسنتك الجديدة سنة خير أو شؤم .
وأضاف البيان : أنه من مزيد التضليل أن
تنسب هذه المعلومات إلى إحدى الشخصيات، فيقال: يعدها هذا الأسبوع الفلكي
الدكتور فلان ونحو ذلك، كما دأبت بعض القنوات الفضائية على بث برامج
التنجيم، وقراءة الفنجان واستقطبت بعض المشاهدين والمشاهدات ممن يهمهم
البحث عن المستقبل، وربما تابعوا ذلك من أجل التسلية، وحيث إن هذا كله من
علم التنجيم المحرم المعدود من علم السحر لحديث عبدالله بن عباس رضي الله
عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" من اقتبس علما من النجوم اقتبس
شعبة من السحر، زاد ما زاد"رواه أبو داود، وابن ماجة بإسناد صحيح وفي
رواية" من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد".
ومضى
البيان يقول : ولأنه قائم على ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، قال
تعالى"قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان
يبعثون", وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 53/871 ـ 971/ وابن
قيم الجوزية في مفتاح السعادة/3/92 أنه لما أراد أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب رضي الله عنه أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم فقال يا أمير
المؤمنين لا تسافر فإن القمر في العقرب فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هزم
أصحابك، فقال : علي رضي الله عنه بل نسافر ثقة بالله وتوكلا على الله
وتكذيبا لك. فسافر علي رضي الله عنه بجيشه وكان النصر حليفة وظهر كذب
المنجم.
وأفاد البيان أن مما هو معلوم من مسائل التوحيد أن اعتقاد أن
النجم الفلاني، أو البرج الفلاني هو سبب سعد فلان، أو سبب نحسه من خرافات
أهل الجاهلية الذين ينسبون تدبير بعض أمور الكون إلى غير الله تعالى، وذلك
من شرك الربوبية، وقد ينتج عنه تعلق الإنسان بالنجم أو البرج فيعمل له نوعا
من العبادة فيقع في شرك الألوهية.
وقال البيان كما ذكر شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 53/271 إنه اجتمع مع رؤساء
المنجمين بدمشق، وإنه بين لهم فساد صناعتهم بالأدلة العقلية التي يعترفون
هم بصحتها، وقد اعترف عنده أحد رؤسائهم بأنهم يكذبون مئة كذبة حتى يصدقوا
في كلمة واحدة، وقال رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 53/771 إن اعتقاد
المعتقد أن نجما من النجوم السبعة هو المتولي لسعده ونحسه اعتقاد فاسد وإن
اعتقد هذا المعتقد أن النجم هو الذي يدبر له أموره فهو كافر بالله تعالى".
ومضى
البيان يقول وقد أجمع علماء الشريعة ومنهم فقهاء المذاهب الأربعة على
تحريم التنجيم قال العيني الحنفي في عمدة القاري : الكهانة هي إخبار بما
يكون في أقطار الأرض إما من جهة التنجيم أو العرافة والكاهن يطلق على
العراف والمنجم.
وأضاف البيان وفي حاشية العدوى المالكي المنع من هذا
العمل، وذكر: أن ما يدعيه المنجمون من الأحوال الغيبية المستنتجة من مقدمات
معلومة هي الكواكب من جهة حركاتها ومكانها وزمانها، وما يحدث من التأثيرات
في العالم فشيء لا يساوي استماعه وقال النووي في المجموع 9/042 كتب
التنجيم والشعوذة، وغيرها من العلوم الباطلة المحرمة فبيعها باطل لأنه ليس
فيها منفعة مباحة،حيث عد ابن حجر الهيتمي الشافعي التنجيم من كبائر الذنوب.
ومضى البيان إلى القول إن اللجنة حين تبين تحريم هذا العمل تذكر عموم
المسلمين وتخص الصحفيين والإعلاميين بأن واجب الكلمة يحتم عليهم النصح لله
ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وإن من النصح نشر الخير ووسائله ومكافحة
الشر ووسائله، كما تذكرهم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله
صلى عليه وسلم قال"من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا
ينقص من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة، كأن عليه من الإثم مثل آثام من
تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا / رواه مسلم في صحيحه.
ودعت اللجنة في ختام بيانها أن يوفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ويبعدهم عن الشرك ووسائله