أولا أدلة من أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم
(
عن عبد الرحمن بن غنم قال : حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري سمع النبي
- صلى الله عليه وسلم - يقول : { ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير
والخمر والمعازف } أخرجه البخاري وفي لفظ : { ليشربن ناس من أمتي الخمر
يسمونها بغير اسمها يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم
الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير } رواه ابن ماجه , وقال عن أبي مالك
الأشعري ولم يشك والمعازف : الملاهي , قاله الجوهري وغيره ) .
( وعن
ابن عباس أن رسول الله قال - صلى الله عليه وسلم - : { إن الله حرم الخمر
والميسر والكوبة , وكل مسكر حرام } رواه أحمد والكوبة : الطبل , قاله سفيان
عن علي بن بذيمة , وقال ابن الأعرابي : الكوبة : النرد , وقيل البربط ,
والقنين : هو الطنبور بالحبشية , والتقنين الضرب به , قاله ابن الأعرابي ) .
(
وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { في هذه الأمة
خسف ومسخ وقذف , فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ومتى ذلك ؟ قال : إذا
ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور } رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب )
هذه ادلة على تحريم الموسيقى من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدلة من القرآن الكريم
قال
الله تعالى في سورة لقمان : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل
الله " ، قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما : هو الغناء ، وقال مجاهد
رحمه الله : اللهو الطبل ( تفسير الطبري 21/40 ) ، وقال الحسن البصري رحمه
الله : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير ( تفسير ابن كثير 3/451 ) ،
وقال السعدي رحمه الله : فدخل في هذا كل كلام محرم ، وكل لغو وباطل ،
وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان ، ومن أقوال الرادين على الحق
المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق ، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب ، ومن
غناء ومزامير شيطان ، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا
دنيا ( تفسير السعدي 6/150 ) ، قال ابن القيم رحمه الله : ( ويكفي تفسير
الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن
مسعود ، قال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن قوله تعالى : " ومن الناس من
يشتري لهو الحديث " ، فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها
ثلاث مرات - ، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء ، ولا تعارض
بين تفسير لهو الحديث بالغناء وتفسيره بأخبار الأعاجم وملوكهم وملوك الروم
ونحو ذلك مما كان النضر بن الحارث يحدث به أهل مكة يشغلهم به عن القرآن ،
وكلاهما لهو الحديث ، ولهذا قال ابن عباس : لهو الحديث الباطل والغناء ،
فمن الصحابة من ذكر هذا ومنهم من ذكر الآخر ومنهم من جمعهما ، والغناء أشد
لهوا وأعظم ضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم فإنه رقية الزنا ومنبت النفاق
وشرك الشيطان وخمرة العقل ، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام
الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه ، فإن الآيات تضمنت ذم استبدال
لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ، وإذا يتلى
عليه القرآن ولى مدبرا كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقراً ، هو الثقل والصمم ،
وإذا علم منه شيئا استهزأ به ، فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم الناس كفرا
وإن وقع بعضه للمغنين ومستمعيهم فلهم حصة ونصيب من هذا الذم ) إغاثة
اللهفان 1/258-259
وقال تعالى : " واستفزز من استطعت منهم بصوتك "
عن
مجاهد رحمه الله قال : استنزل منهم من استطعت ، قال : وصوته الغناء
والباطل ، قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن
إضافة الخيل والرجل إليه كذلك ، فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع
أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان ، وكل ساع إلى معصية الله على
قدميه فهو من رَجِله وكل راكب في معصيته فهو من خيالته ، كذلك قال السلف
كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : رجله كل رجل مشت في معصية الله ) إغاثة
اللهفان .
وقال تعالى : " أفمن هذا الحديث تعجبون ، وتضحكون ولا تبكون ، وأنتم سامدون "
قال
عكرمة رحمه الله : عن ابن عباس السمود الغناء في لغة حِميَر ، يقال :
اسمدي لنا أي غني ، وقال رحمه الله : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت
هذه الآية ، وقال ابن كثير رحمه الله : وقوله تعالى " وأنتم سامدون " قال
سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال : الغناء ، هي يمانية ، اسمد لنا
غنِّ لنا ، وكذلك قال عكرمة . تفسير ابن كثير .