الكلام موجه للمجموعة التي تعتبر الكلام المكتوب مطابق لشخصياتهم، عزيزي
الرجل دعني أخاطبك بصفتي أرى ما يحدث في المجتمع فالرجال لا يسمعون كلام
النساء، بحيث يسمعون وينصتون لكلام الرجال عادة.
أجل عزيزي، أنت رجل يعني فحولة ورجولة وشهامة وقيم ومبادئ وأخلاق وكرامة، فأين أنت من كل ذلك؟!
رجولتك كانت دائما وأبدا مقياسا لعدد مغامراتك النسائية، كم فتاة حتى الآن
صاحبت؟ وكم واحدة تركت؟ تتفاخر أمام الجميع بأنك تستطيع الإيقاع بالفتيات
عندما يعجز غيرك.
تتفاخر بكل ذلك دون أن تشعر ولو بلحظة خجل أو حياء، أو حتى ندم، بل ترى بكل فتاة تصطادها دليل لرجولتك..
نعم هكذا أصبح مفهوم الرجولة لدى البعض في مجتمعنا، ويا ليت الأمر ينتهي
إلى هذا الحد فقط. بل يصل بك الحد للتنقل من فتاة إلى فتاة، من الفتاة
الحبيبة لابنة عمها القريبة، ثم إلى الصديقة البعيدة.
يا لها من رجولة، يا لها من مهارة، حقا إنك رجل. لماذا لا تفكّر بمنتهى
العمق، لماذا لا تفكر أن لك أخوات وأم، أم أنك حريص على أخواتك ومتوخي
الحذر وتراقبهن..راقب يا رجل راقب.. راقب وسوف ترى كيف أنّ
الزمن سيمس عاطفتك ويهدّم قلبك ويمزق كيانك، ستعيش في الحياة كالميت، وسوف لن ترى النور وستأكل نفسك بنفسك.
وأقول لك أيها الرجل، انتبه بكلمة واحدة وبقرار واحد، بإمكانك أن تصون
كرامتك وتحافظ على شرف بيتك، فمن قال لك أنك ترى كل شيء، أنت لا ترى شيئا.
دعني أقص عليك قصة قصيرة جدا.
كان هناك رجل، اعتبر نفسه محبوب النساء، فكلما عرف فتاة خدعها، وكان يقول
لنفسه الحمد لله أن أخواتي شريفات، ولكن أتعلم ماذا حدث معه، أمر بسيط جدا،
سيذكرك بما فعلت أنت.
بعث الزمن لأخته شاب يتصرف مثلك، محتال يبيع الكلمات الجميلة، ومثلما نجح
هو بالاحتيال على قلوب الفتيات، نجح ذلك الشخص بالاحتيال على قلب أخته،
وذات يوم استنتج الشاب أن أخته على علاقة بشاب معين، أخذ ما شاء منها وغادر
حياتها.
فكر عزيزي الرجل، هل تقبل ذلك على نفسك وعلى بيتك؟ هل تقبل ذلك على أي فتاة.
أحذرك مرة أخرى، إذا فكرت الآن بما أقول، فيجوز أن تعود إلى الطريق الصحيح، وقد تشرح ذلك لغيرك من الشباب.
ولكن لو مررت مرور الكرام على هذه الكلمات، فقف أمام بيتك، وتمعن جيدا بما
فعلته وما سوف يجري لك لو اكتشفت أن أحدهم فعل مع أخواتك مثلما أنت فعلت مع
أخوات الغير.
فكّر تعمّق وفي النهاية عزيزي الرجل. أنا لا أتهمك بل أهتم بك.