يخطئ كثيرون بقولهم: اعتذر فلان عن الحضور. ويخطئ غيرهم أكثر بالقول: اعتذر فلان عن عدم الحضور. والصحيح أن نقول: اعتذر من الغياب أو الخطأ أو غيره.
العذر: الحجة يُعتذر بها، جمعها أعذار. اعتذر يعتذر اعتذارا وعِذرة ومعذرة. وجمع معذرة معاذر، أما المعاذير فيشوبها الكذب كما في الصحاح.
عَذَر: أخرجه من الذنب فيما صنع. وعذرتك من فلان أي لمته ولم ألمك. وعذير اسم فاعل، عذيري من فلان هو من يعذرني منه. وعليه استعذر بمعنى طلب من يعذره من أحدهم.
أعذر: صار ذا عذر، أو كان منه ما يُعذر به. في المثل: (أعذر من أنذر). الاسم عُذر، والمصدر إعذار. وأعذر ترادف اعتذر.
تعذّر عليه الأمر: تعسر، وتعذر الرسم إذا درس.
وفي العامية نقول: عَذَّر فلان، وهي فصيحة، بمعنى اعتذر، ولم يأت بعذر. جاء في الآية: (وجاء المعذِّرون من الأعراب ليؤذن لهم) في لسان العرب: هم الذين لا عذر لهم ولكن يتكلفون عذرا. وبهذا تكون عذّر مقابل أعذر حينما يثبت له عذر، فالمُعَذِّر بالتشديد فقد يكون محقّا وقد يكون غير محق، أما المحقّ فهو في المعنى المعتذر لأن له عذرا، وهو مُعْذِر أيضا. اعتذر رجل إِلى عمر بن عبد العزيز فقال له: عذرتك غير معتذر؛ يقصد: عذرتك دون أَن تعتذر لأن المُعتذِر يكون محقا وغير محق كما أسلفنا.