هل يختلف الطبيب النفسي عن الاختصاصي النفسي ؟
البعض لايفرق بين عمل الطبيب النفسي وعمل الاختصاصي النفسي ، فيعتقد أن
الاختصاصي النفسي باستطاعته أن يصرف دواء للمريض النفسي بل ويطالب المريض
–أحيانا- وبإصرار على أن يصرف له الاختصاصي النفسي دواء ،وصرف الدواء أساسا
من اختصاص الطبيب النفسي لأن الطبيب النفسي هو في الأساس طبيب عام تخصص في
الدراسات النفسية ، فهو ينظر للمرض النفسي أو الاضطرابات النفسية بأن
أسبابها أساسا أسبابا فيزولوجية ( عضوية ) ولديه خبره بالأدوية النفسية
فالطبيب النفسي هو في الأساس طبيب عام عندما يصف الدواء يعلم بسلبياته على
المريض ، أما الاختصاصي النفسي فهو في الأصل خريج كلية التربية قسم علم
النفس ، وليس من عمله صرف الدواء للمريض النفسي لكنه يمكن أن يقوم بتشخيص
المرض النفسي فإذا كان بالفعل مرضا حادا ومزمنا فيحيله للطبيب النفسي
للتشخيص والعلاج ، كما أن الطبيب النفسي ممكن أن يطلب من الاختصاصي النفسي
العيادي إجراء اختبار نفسي للمريض مثل اختبار التات أواختبار رورشاخ ( بقع
الحبر )، ويعطي النتيجة للطبيب النفسي ، وأهم مافي الأمراض النفسية
اكتشافها في وقت مبكر ليسهل علاجها شأنها شان الأمراض العضوية التي إذا
تأخرعلاجها ازدادت الحالة سوء ا وصعب علاجها كما يلاحظ أن أغلب الاختصاصيين
النفسيين اليوم هم من خريجي كلية التربية قسم علم النفس ومع ذلك يمارس
بعضهم العمل في العيادات النفسية في المستشفى وهذا في نظري لايجوز لأن
الاختصاصي النفسي العيادي يجب أن يكون مختصا وهو عادة تخرج من كلية الطب،
فلا يكفي فيه أن يكون خريج كلية التربية قسم علم النفس وهذا يناسبه العمل
في المدارس كمرشد نفسي ، كما أنني أعيب على بعض الأطباء النفسيين أن
يعتقدوا أن العلاج يلزم أن يكون بالأدوية فقط دون الحاجة إلى الطرق
العلاجية الأخرى كالعلاج السلوكي المعرفي والعلاج الغذائي والعلاج الإيحائي
والعلاج بالعمل والعلاج بالرسم والعلاج بالقرآن والعلاج بالقرآن مهم جدا
ويمكن الجمع بين العلاج الديني والعلاج النفسي أي العلاج الرباني السماوي
والعلاج الأرضي وعدم الاقتصار على أحدهما فالعلاج التكاملي هو مايلزم
المريض دون التعصب لتخصص على تخصص ، فالأمراض ا لعقلية لاينفع معها إلا
العلاج الدوائي لأن المريض غير مستبصر بنفسه وبذاته ليعالج علاجا سلوكيا
معرفيا لذا مريض الفصام يلزمه مراجعة الطبيب النفسي لتشخيص حالته ووصف
العلاج الدوائي له أولا، لكن بعض المرضى وكثير منهم -مع الأسف - يحجمون عن
مراجعة العيادة النفسية لاعتقادهم أن الطبيب النفسي لايمكن أن يقدم لهم
المساعدة والعلاج اللازم كماأن بعض المرضى يعتقد أنه إذا صرف الطبيب النفسي
له دواء ليستخدمه سيدمن عليه فتراه يبقى مدة طويلة بدون علاج حتى يستفحل
معه المرض عندها يصعب علاجه ، فلو راجع المريض العيادة النفسية حال شعوره
بتغير بمزاجه أو تفكيره أوسلوكه هذا التغير يمنعه من ممارسة حياته
الطبيعية لأمكن علاجه بسهولة فمثلا حالات الاكتئاب من أصعب الأمراض النفسية
ومن أسهلها علاجا ولكنه مرض لايقل خطورة عن الأمراض العضوية الأخرى وقد
يكون أشد فالمريض ممكن يؤذي نفسه وينتحر أو يؤذي غيره ومن أشد من يتأثر
بالمرض النفسي زوجة المريض فهي أقرب الناس إليه ، ومن هنا يتهاون بعض الناس
بتزويج بناتهم لمريض نفسي ، لجهلهم بضراوة بعض الأمراض النفسية بعدها
يندمون ، كما أنه يمكن أن يراجع الطبيب النفسي بعض الناس الذين لايوجد
لديهم مرض وإنما توهمات مثل امرأة راجعت أحد الأطباء النفسيين المشهورين
وكانت تشكو من أنها إذا سمعت أحدا يضرب على الطاولة مثلا تنزعج من هذا
الضرب فقال لها هذا الطبيب الحاذق: أنت لايوجد لديك مرض وهذا أمر طبيعي أنك
لاتحبين الإزعاج ، بينما بعض الأطباء النفسيين يضخمون المسألة ويكبرونها
في نفس من يراجعهم ولو كانوا أسوياء مما يدفعهم للإصابة بالمرض حقيقة ثم
يبدأ بعلاجه طمعا في الحصول على المال ، أنا أعتقد أن مثل هذا الطبيب وبال
على الطب النفسي بل وعامل مهم من العوامل التي شوهت الطب النفسي .
إذا الفرق بين الطبيب النفسي والاختصاصي النفسي واضح ويمكن تلخيص هذه الفروق في عدة نقاط :
1-أن الطبيب النفسي خريج كلية الطب ومتخصص في الدراسات النفسية ، أما
الاختصاصي النفسي فهو جريج كلية التربية قسم علم النفس أو كلية الطب
بالنسبة للاختصاصي النفسي العيادي .
2-أن الطبيب النفسي له دراية وعلم بالعقاقير الدوائية فهو يستطيع أن يصف
الدواء للمريض والاختصاصي النفسي ليس من اختصاصه صرف الدواء للمريض لأنه لم
يدرس علم العقاقير وبعض الاختصاصيين النفسيين قد حصل على دورة في علم
العقاقير ولكن في اعتقادي أنه لم يجز من هيئة متخصصة في العلاج الدوائي
بصرف العلاج .
3- الطبيب النفسي يميل إلى علاج الأمراض النفسية بالأدوية والبعض يغفل
الطرق العلاجية الأخرى ، فتجد المريض يستمر في تناول الدواء فقط ولايشفى
لأن طبيبه لم يستخدم معه غير علاج واحد فقط والمريض مستبصر بمرضه مثل
المرضى المصابين بالوسواس القهري والرهاب الاجتماعي والقلق فممكن أن يطبق
عليهم طرق أخرى في العلاج ولكن الطبيب لايفعل ذلك، والاختصاصي النفسي ممكن
أن يمارس العلاج السلوكي المعرفي وغيره .
4- الطبيب النفسي يمكن أن يتواجد في الغالب في المستشفى وفي العيادات
النفسية أما الاختصاصي النفسي فممكن أن يتواجد في المستشفى وفي المدارس
ودور الأحداث والمسنين وفي الوحدات الإرشاديةوغيرها لاسيما خريجي علم
النفس ، والله ولي التوفيق.