ما علاج فقدان الشهية عند الأطفال؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتور طلعت حسن سالم، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة جامعة الأزهر وعضو الجمعية المصرية لصحة الطفل ورعايته وعلاج سلوك الأطفال: إن شكوى فقدان الشهية هى شكوى متكررة من كثير من الآباء وفى بعض الأحيان تكون ناتجة عن حرص الأبوين الدائم على إطعام الطفل كميات كبيرة من الطعام لاعتقادهم أن ذلك هو الأسلوب الأمثل للحفاظ على صحة الطفل، ولكنه فى أحيان كثيرة يكون أسلوباً خاطئاً تماماً.. أما فى حال إذا كان الطفل يعانى من فقدان الشهية ورفضه للطعام بأى كمية كانت فيجب أن نقوم أولا بقياس وزن الطفل وطوله ومحيط رأسه ومعرفة إذا كانت النتائج تتناسب مع سنه أم لا وذلك لنرى إذا ما كان فقدان الشهية قد أثر على النمو الطبيعى للطفل أم لا، وللعلم أن 60% من حالات فقدان الشهية عند الأطفال لا تؤثر على النمو الطبيعى لهم لأنها تكون فترة مؤقتة يمر بها الطفل.. وسرعان ما تتغير عاداته الغذائية، وذلك بمساعدة الوالدين له عن طريق تقسيم الوجبات بدلا من ثلاث وجبات رئيسية كبيرة يعطى الطفل من خمس إلى ست وجبات صغيرة على مدار اليوم مع زيادة كمية الطعام بصورة تدريجية لا يلحظها الطفل وعدم إجباره على تناول الطعام إذا قام برفضه، ولكن نكرر المحاولة فى وقت لاحق أما فى حال تأثر نمو الطفل الطبيعى وتأخره نتيجة فقدان الشهية وعدم جدوى جميع الطرق لإطعامه ففى هذه الحالة يجب علينا أولا أن نحدد السبب الذى أدى إلى فقدان الشهية عند الطفل وهل هو سبب نفسى أم عضوى فمن الأسباب النفسية مثلا وجود أطفال حديثى الولادة بالعائلة.. فوجود طفل جديد بالعائلة قد يصيب الطفل الآخر بنوع من الغيرة من المولود الجديد مما يدفعه للقيام ببعض التصرفات للفت النظر وجذب انتباه الوالدين إليه ومن هذه التصرفات هى رفض الطعام.
وتحدث هذه الحالة لنسبة تقارب الـ15% من الأطفال وفى هذه الحالة يجب استشارة الطبيب النفسى، الذى بدوره يعطى بعض التوجيهات البسيطة للوالدين لكيفية معاملة الطفل فى هذه المرحلة.
أما بالنسبة للأسباب العضوية فيجب أن يتم سؤال الوالدين عن وجود أمراض يصاب بها الطفل بصورة متكررة مثل وجود إسهال مزمن أو أمراض صدرية أو وجود مشاكل متكررة بالكبد أو الطحال، ومن الممكن أن يكون الطفل يعانى من مشاكل فى التمثيل الغذائى وعدم امتصاص الطعام بصورة جيدة.
وفى هذه الحالة يجب إجراء بعض الفحوصات والتحاليل مثل وظائف كبد ووظائف كلى و صورة دم وتحليل براز وتحليل بول لمعرفة السبب الذى أدى إلى هذه الحالة والبدء فى علاجه.
منقول