يقولون: " الصاحب ساحب "
ولكنني أقول:
إنهم ربما دمجوا نوعان من الناس، ليطلقوا هذا المثل بشكلٍ عام
فالناس نوعان:
صاحب وساحب ..!
فالصاحب، هو ذاكَ الذي يمشي بجوارك، يمشي كيفما أردت وكيفما مشيت، و يسميه البعض: الصاحب المريح
يقول أحدهم:
كان لي صديق مريح، إنه مجامل إلى أقصى درجة، لا يختلف معي في أي رأي، يسايرني كثيراً، بل إنه ظلٌ لي ولآرائي
بالرغم من أنه سريع الغضب، إلّا أنني كنتُ اتفانى في إرضائه، وهو يجد السعادة في أن لاينفرد برأي أو قرار
فكنتُ أداعبه بأن أجعل نبرة صوتي كأن في نيتي أن أشتم او ألوم أحد ما بعنف، فيسبقني قائلاً:
" أنا قلتُ لكَ أنه إنسان منحط وأنه ... وأنه .... "
وكنتُ إذا قلتُ له: إنني اكتشفت أن فلاناً .... - جاعلاً نبرة صوتي تبدو وكأنني أعتذر عن رأيي لأنه أفضل مما تصورت -
فيسبقني أيضاً قائلاً: " ألم أقل لك، ولكنك ظلمته، هل نسيت كيف ... وكيف .... "
- رحِم الله زمان هذا الصديق المريح -
أما الساحب، فهو ذاكَ الذي يجرجرك وراءه في كل مكان، ولا يهمه إن كنتَ ورائه تتعثر أو تتساقط
بل وإنه لايُبالى بك، ولايَعدّكَ من قائمة البشر، أو الأحياء، ضارباً بإحساسك ومشاعرك عَرَض الحائط
وكل ذلك بإسم الصداقة، والمصاحبة ..!
فكثيرة هي مجالس الأصدقاء التي يجتمعون فيها، يتسامرون، ويضحكون، وماهي إلّا لحظات
ليسحَبَك من مجلس الأنس والسمر، إلى حلبة مصارعة، أو ساحة قِتال
بكلمة جارحة منه، أو ربما مزحه
فياليته كان قد سَمِع ماقاله إبن وكيع في هذا المقام:
لا تمزحنَّ فـإن مزحـت فـلا يكـنمزحاً تضاف به إلى سوء الأدب
واحـذر ممـازحـةً تـعـود عــداوةإن المزاح على مقدمة الغضـب