ماذا يفعل وعنده إحساس بأنه يائس من الدنيا
السؤال: يقول السائل : ماذا يفعل الإنسان عندما ييأس من الدنيا ؟
نص الفتوى: الإلتزام
بتعاليم الإسلام هى خير ما يعالج ما يصيب الإنسان فى دنياه ، فالدنيا طبعت
على كدر قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان فى كبد ) أى فى مشقة وعناء وتعب
فيوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر ( هى الأيام كما شاهدتها دول
من سرته يوماً ساءته أزمان ) فلا تتخيل أن الدنيا دائماً وأبداً خضراء
والطريق مفروش بالورود وإنما هناك مصاعب ومشاكل ومتاعب ولذلك يجب على
الإنسان أن يرضى بما قسمه الله له وهذا ما قاله النبى عليه الصلاة والسلام (
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته
سراء فشكر كان خيراً له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له ) فالإنسان لا
ييأس ولا يقول أن الدنيا قد أظلمت فى عينيه ولا شئ غيرذلك ، فهذا لا يجوز
وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم : لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن
كان محسناً لعله يزداد وإن كان مسيئاً لعله يستعتب أى يتوب ، فالحياة بصفة
عامة سواء كان الإنسان مستريحاً فيها أو متعباً هى خير له فإن كان على
إحسان فهو يزداد وإن كان على إساءة فهو يستغفر ويتوب ويصلح حاله مع الله
تبارك وتعالى ، وكما يقولون : كن جميلاً ترى الوجود جميلاً ، فمن الممكن أن
ترى الجمال فى المصيبة فتقول كما قال بعضهم : اللهم إنى أعلم أنك لا تبتلى
إلا من تحب فعلمت الآن أنك تحبنى ، كما فى الحديث : إن الله إذا أحب عبداً
إبتلاه ، فهو ينظر إلى الإبتلاء بنظرة أن الله تعالى يريد أن يقربه منه
ويحبه ويريد أن يوصله إليه ، وأذكر مقولة لسيدنا على كرم الله وجهه عندما
رأى عدى بن حاتم حزيناً ، قال له : مالى أراك حزيناً ؟ فقال عدى بن حاتم :
ومالى لا أكون حزيناً كئيباً وقد فقئت عينى ومات ابناى ! فقال له سيدنا على
: ياعدى إن قضاء الله تعالى يجرى على بما يحب وما لا يحب فإذا رضى العبد
بقضاء الله جرى عليه قضاء الله وكان له الأجر وإذا لم يرضى العبد بقضاء
الله جرى عليه قضاء الله وحبط عمله ، فأسأل الله تعالى أن يعيننا على الرضى
بقضاء الله وعلى أن نصبر على ما نبتلى به وأن ننظر إلى ما يعلى به الدرجات
فى مثل هذه الإبتلاءات إنه ولى ذلك والقادر عليه . والله أعلم .
المفتي الشيخ / طلعت عفيفي