الوسواس والقهر هما فى حقيقة الامر نوعان متمايزان من السلوك الشاذ ، اما الوساوس فهى افكار مزعجة تقطع على الفرد سلسلة افكاره دائما ، وأما القهار فأنه على خلاف ذلك افعال من قبيل العادات أو الطقوس ، يذكر العصابيون انه لا بد من القيام بها وعلى الرغم من اننا نرى هذين النوعين من السلوك منفصلين الا انهما كثيرا ما يظهرون متلازمين معا فالوساوس في صورها الخفيفة احداث مادية يومية كان يخيل للشخص انه قد ترك المنزل ولم يحكم اغلاق الباب او انه قد ترك الانوار مضائة او انه ترك محرك السياره يعمل دون ان يطفئه او غير ذلك من الوساوس فاذا اصبحت الافكار الوساوسية ملحة متصلة باستمرار فانها تعطل ما يكون الفرد بصدده من النشاط ، نكون قد دخلنا نطا ق العصاب وهنا تكون الافكار الوساوسية مصحوبة فى كثير من الاحيان بدرجة طاغية من القلق ومن الواضح ان هذا المزيج من الافكار المعطلة والقلق الملح تكون عبئا ثـقيلا على الفرد ، على ان بعض العصابيين يحاولون مواجهة القلق الخطير من هذا النوع بان يستخدموا بعض الكلمات او الموشحات او بعض الاغانى بديلا عن تلك الافكار الوساوسية ، ولاكن قد يكون لهذا الامر نتائج عكسية فالوساوس افكار ملحة تكون فى غاية الازعاج دائما تصل فى بعض الاحيان الى حد مفزع لاكنها فى العادة لا تتحول الى سلوك وتبقى افكارا وحوافز ، اما اذا ترجمت الى تصرف وفعل تحولت الى افعال قهرية او قهار ، والقهار تصرف او فعل جامد اشبه بالطقوس احيانا يتميز بانه ذو خاصية اضطرارية شديدة ، والافعال القهرية مثل الوساوس كثيرة الشيوع ، وليست مرضية تماما وعلى الرغم من ان خط الفصل بين انواع القهار السوى والقهار الشاذ خط غير واضح الا اننا نشتبه بوجود المرض النفسى اذا بدات افعال الفرد تتدخل فى قدرته على القيام بوظائفه اليومية بنجاح ، والسلوك القهرى الذى يخرج عن سيطرة صاحبه يكون اضطراريا لايمكن تجنبه فان المصابين بالعصاب القهرى يقرون بانهم مدفوعون للقيام بهذا السلوك