السؤال
لدينا
مسجد في منطقتنا فيه قبر قديم وتم إنشاء مدرسة قرآنية في المسجد شهدت
نجاحاً في تحفيظ القرآن الكريم كاملا للعديد من الإخوة، ومسؤولوا المدرسة
يجتهدون لنزع القبر مع الرفض الشديد لأصحاب هذا القبر نزعه،
فهل
يجوز مواصلة الدراسة في المدرسة إلى أن يتم حل مشكلة القبر؟علماً بأنه ليس
لدينا حل بديل لمقر المدرسة وكل الحلول تتطلب وقتاً، فمثلاً: مشروع بناء
مدرسة جديدة قيد التنفيذ،
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذم والنهي الوارد إنما هو عن اتخاذ القبور مساجد ـ أي الصلاة في مسجد فيه قبر
ـ وأما حفظ القرآن وتحفيظه وتعلم العلم وتعليمه فلم يرد فيه نهي ـ فيما
نعلم ـ ولكن المحظور هنا هو ما يمكن أن يُرى من منكرات بدعية وشركية عند
هذا القبر دون القدرة على إنكارها، وكذلك أن يؤدي التردد إلى هذا المسجد
لحفظ القرآن إلى تعظيم القبور واتخاذها مساجد، فإن كنتم قادرين على إنكار
المنكرات ولا تضطرون إلى الصلاة في هذا المسجد فلا بأس عليكم ـ إن شاء
الله ـ في إكمال العمل في هذه المدرسة القرآنية، وراجع الفتوى رقم: 152231.
ويكون
الأمر أخف إن كان هذا القبر خالياً من صور الشرك، كالطواف به، أو النذر
له، أو دعاء المقبور والاستغاثة به، وراجع فيه الفتوى رقم:4527
هذا
إذا كان القبر ظاهراً وليس بينه وبين المسجد حائط، أو حائل، وأما إن كان
خارج المسجد فلا بأس بالصلاة فيه، فضلاً عن تحفيظ القرآن، وراجع في ذلك
الفتويين رقم:110320 ورقم:29937
والله أعلم