منتديات الحياه
السلام عليكم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارةالمنتدي
منتديات الحياه
السلام عليكم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارةالمنتدي
منتديات الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الحياه - عام اسلامى اجتماعى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

المنتدى مفتوح لمشاركات الزوار من مواضيع وردود ويشرفنا انضمامك لأسرتنا


 

 الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أمير الحياة
4
أمير الحياة


عدد المساهمات : 255
نقاط : 580
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
العمر : 42
ذكر الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Egypt_a-01
الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Imageالملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Allhom11الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا 177708



الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Empty
مُساهمةموضوع: الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا   الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Icon_minitimeالأحد أبريل 17, 2011 10:12 pm

الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا 65075Pic




الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا
رغم مرض الملك فؤاد الشديد
كانت وفاته مفاجأة للأمة باغتتها علي غير استعداد‏!‏


بقلم ‏:‏ د‏.‏ يونان لبيب رزق


قبل أسبوع من خبر وفاة صاحبنا‏,‏ وبعد أن تواترت الأنباء عن مرضه‏,‏ صدر‏'‏ بلاغ رسمي‏'‏ جاء فيه أن جلالته يشكو من مرض أسنانه‏'‏ ويقول بعض الأطباء أن إصابة الأسنان نشأت عن حالته المرضية المستمرة منذ نحو عامين‏,‏ وأنها نتيجة لها‏.‏ وقد لاحظ طبيب الأسنان المعالج أن موادا تكونت تحت الأسنان فأشار بقلعها‏,‏ وقلعت تدريجا ولم يبق منها حتي أمس الأول إلا ثلاث أسنان قلعت أيضا في حالات شاقة به‏,‏ فقد قلعت من غير مخدر نظرا لضعف القلب عند جلالته مما لا يحتمل معه فعل المخدر طويلا‏,‏ وقيل أيضا أن القلع حدث بواسطة شق اللثة‏.‏ وقد ساءت الحالة بسبب النزيف الذي تدفق من الأسنان ومن الأنف‏.‏ وكان استمرار النزيف والالتهاب التعفني أكبر ما اهتم به الأطباء لأن الأول يضعف الجسم عن مقاومة التسمم الناشئ عن الثاني‏'.‏

وفي تلك الظروف طفا علي السطح اسم ملازم أول من ضباط الحرس الملكي‏..‏ محمد رضوان الذي اكتشف الأطباء أن فصيلة دمه هي الأقرب لفصيلة دم الملك‏,‏ وتقرر إجراء عملية نقل دم من الضابط الشاب لتجري في عروق مولانا‏!‏ ومن‏'‏ قصر القبة‏'‏ حيث كان يرقد الملك تتالت النشرات الطبية التي تراوحت نغمتها بين اليأس والرجاء‏,‏ ومع ما نلاحظه من كثرتها نلاحظ أيضا أنه كان قائما علي مباشرة صحة الملك ستة من الأطباء‏,‏ وكانوا جميعا من الأجانب‏;‏ بروفسير فرجوني‏,‏ بروفسير دونيه‏,‏ دكتور ريدر‏,‏ دكتور برت داي‏,‏ دكتور هيس ودكتور جروسي‏,‏ وليس واضحا ما إذا كان هؤلاء من المقيمين في مصر أم جاءوها خصيصا لعلاج جلالته‏.‏

من بين ثمان نشرات طبية صدرت عن حالة الملك قبل وفاته‏,‏ يلاحظ تراوح النغمة‏,‏ كما سبقت الإشارة‏;‏ النشرة الثالثة‏:‏ كان اليوم هادئا علي العموم ولم يحدث شيء جديد‏,‏ كما أن النزيف لم يعد ولم تتغير الحالة العامة‏,‏ النشرة الخامسة‏:‏ كانت الاثنتا عشرة ساعة الماضية خير ما قضاه جلالة الملك في العهد الأخير‏,‏ ويبدو أن حالة التعفن الموضعي آخذة في النقصان‏,‏ وأن الحالة وإن كانت تعتبر باقية علي ما كانت فإن البنية أصبحت مقاومة‏,‏ السادسة‏:‏ عاد التعفن الموضعي علي وجه يبعث علي القلق وأصبحت الحالة العامة بسبب طول المرض وبسبب التسمم وصعوبة التغذية أقل تحسنا‏.‏

عن‏(‏ السويعات‏)‏ الأخيرة في حياة الملك فؤاد كتبت الأهرام أنه لم يمض سوي وقت قصير حتي‏'‏ لوحظ هبوط فجائي في القلب والنبض‏,‏ فدعي الأستاذ فروجوني والأستاذ دونيه لعيادته في الساعة الخامسة صباحا‏,‏ وأبلغ الأمر إلي كبار رجال القصر ودولة رئيس الوزارة‏.‏ وقد وجد الطبيبان أن التسمم انتشر عن أمس وأن الحالة خطيرة‏.‏ وعمد الأطباء إلي حقن جلالته بأكبر كمية يجوز إعطاؤها لمريض من المادة المضادة للتسمم رجاء وقف‏(‏ الغنغرينا‏),‏ ثم أخذوا في غسل المواضع المتعفنة باستمرار وتنظيف الجروح والقرح واستمروا في عملية الغسل والتطهير زمنا طويلا‏'.‏

وبدأت الاستعدادات لتلقي خبر انتقال فؤاد إلي رحاب الله‏..‏ صلاة ودعاء في المساجد والمعاهد والكنائس بأن يمن الله علي جلالة الملك بنعمة الشفاء ويبرئه من مرضه ويحفظه حاميا للوطن والدين‏,‏ وقف الموسيقي والحفلات التمثيلية في الإذاعة اللاسلكية الحكومية‏,‏ تأجيل الحفلة التكريمية التي كانت نقابة التعليم الأولي الأميري تنوي إقامتها‏,‏ تأجيل فرقة الكشافة والجوالة بالإسكندرية الاحتفال بذكري تنصيب الكشاف الأعظم‏,‏ تأجيل المهرجان السنوي لجماعة نشر الثقافة بالإسكندرية‏..‏ باختصار تحولت مصر كلها إلي حالة من السكون في انتظار خبر انتهاء أجل جلالته‏.‏

أما عن‏(‏ اللحظات‏)‏ الأخيرة فقد قدمتها الأهرام في نفس العدد الذي تضمن خبر الوفاة تحت عنوان‏'‏ صحوة الموت‏',‏ نسوقها هنا بنصها لما تحمله من معان إنسانية‏..‏ بدأت بالقول‏'‏ انتعش الناس ظهر أمس عندما عرفوا أن الملك فؤاد استيقظ مستريحا نشيطا‏,‏ وأنه استقبل بعد الأطباء رجال القصر ورئيس الحكومة وباحثهم في مسائل مختلفة‏.‏ ولهذا ذهلوا عندما انتشر نبأ وفاته‏,‏ وظلوا مترددين في تصديق الخبر‏,‏ حتي أيدته الدوائر الرسمية‏,‏ فكأنها كانت صحوة الموت‏'!‏ أما تفاصيل هذه‏'‏ الصحوة‏'‏ فتذكر أنه بعد أن‏'‏ استراح علي مقعده بعد منتصف الليل وغفا إلي الساعة الثالثة صباحا‏,‏ ثم استيقظ فعالج الأرق بمطالعة بعض الصحف‏,‏ ثم عاوده النوم إلي الساعة السابعة صباحا واستيقظ أحسن حالا منه في الأيام السابقة وعاده الأطباء وشاهدوا التحسن واغتبطوا به‏,‏ استقبل بعد ذلك عددا من رجال القصر وأصدر إليهم التعليمات ووقع بعض الأوراق والأوامر والمراسيم‏,‏ وأمر بدعوة الوزراء لتمضية يوم الجمعة القادم في مزارعه بالفاروقية‏,‏ ثم أنه حادث الأطباء وقال لأحدهم مبتسما‏:‏ لا أريد أن أموت‏',‏ وهي‏'‏ الإرادة الملكية‏'‏ التي لم تر النور‏!‏

وجاءت اللحظة الأخيرة في الساعة الواحدة والدقيقة‏27‏ تماما حين تناول نظارته‏'‏ ووضعها علي عينه وأدار بنفسه زر الكهرباء لإضاءة المصباح المثبت بجوار مقعده‏,‏ وتناول كتاب الأمير فاروق الذي وصله من لندن‏,‏ وبسطه بيديه أمام عينيه‏,‏ ولكن الأطباء رأوا فجأة اليدين تتهدلان والخطاب يسقط منهما‏,‏ فأسرعوا إلي المريض العظيم ووجدوا مع الأسف الشديد أن الملك فؤاد الأول قد أسلم الروح‏,‏ وكانت الساعة الواحدة والنصف تماما‏'.‏

‏***‏
خارج قصر القبة وفي قاعة مجلس الوزراء دق جرس التليفون فتناول علي ماهر باشا السماعة‏,‏ وكان المتكلم الدكتور هيس الذي قال عبارة واحدة‏'‏ مات صاحب الجلالة‏',‏ فصرخ ماهر باشا مرددا بالعربية والدموع في عينيه‏'‏ مات الملك‏',‏ وسمع الوزراء النبأ المفزع فجزعوا ووقع عليهم وقوع الصاعقة‏.‏ وعاد ماهر باشا والدموع تنهمر من عينيه وشاركه في البكاء أكثر الوزراء‏,‏ وعقد الوزراء اجتماعا خاصا للبحث في الموقف‏'.‏

في الثانية والدقيقة العاشرة‏,‏ أي بعد أربعين دقيقة من وفاة الملك‏,‏ دعا سكرتير عام مجلس الوزراء الصحفيين‏'‏ وأبلغهم نبأ وفاة صاحب الجلالة رسميا‏,‏ وأن مجلس الوزراء في حالة انعقاد لإعداد الترتيبات اللازمة‏,‏ كإصدار النعي الرسمي وتحديد موعد الجنازة‏,‏ وغير ذلك من الشئون‏,‏ وصدرت الأوامر في الحال بتنكيس الأعلام في دار رياسة مجلس الوزراء وبقية وزارات الحكومة ومصالحها حدادا علي الملك‏,‏ وأعلن مجلس الوزراء الحداد في جميع أنحاء البلاد‏,‏ ورفعت المفوضيات الأجنبية وجميع البيوت المالية والمحال التجارية والبورصات وغيرها الأعلام منكسة حدادا‏'.‏

وتضيف الأهرام أن محطة الإذاعة قطعت برامجها لتذيع الخبر المحزن‏,‏ وتقرر أن تتوقف عن البث خلال اليومين التاليين إلي ما بعد دفن جثة الملك الراحل‏,‏ وأقفرت المقاهي والمنتديات من روادها‏,‏ وأغلقت دور السينما والملاهي أبوابها‏,‏ وكتبت عليها حزنا علي وفاة صاحب الجلالة الملك تلغي الحفلات هذا المساء‏,‏ وتذكر معلومة في هذه المناسبة وهي أن الملك كان من أشد أنصار السينما‏,‏ وكانت تعرض في قصوره العامرة أهم أشرطة السينما العالمية وأحسنها‏!!‏

وبينما كانت تجري الاستعدادات لتشييع جنازة الملك الراحل أصدر مجلس الوزراء الوثائق الرسمية المتعلقة بانتقال العرش إلي ابنه فاروق مما نشرته الأهرام تحت عنوان‏'‏ مات الملك فؤاد ليحي الملك فاروق‏'‏ وجاء علي شكل وثيقة وقعها جميع الوزراء استعرضت فيها بعضا من إنجازات الملك الراحل ورأت أن الأجيال المستقبلة‏,‏ وبعد أن تتكشف حوادث الزمن‏'‏ ستقدر أكثر ما تقدر ما كان لعهد حكمه من جلال وخطر‏,‏ وسيحمدونه شاكرين أثره‏.‏ وسيجعلون له من نباهة الذكر ومكانة الشرف في تاريخ مصر ما هو أهل له‏'.‏

تبعت ذلك بقرار انتقال السلطة إلي فاروق مما جاء في قولها‏'‏ إن الإكرام العتيد المباشر لصاحب هذا العهد أن نتوجه مخلصين لابنه المحبوب وأن نجعل له ما كان للأب الجليل من ثقة ومحبة‏.‏ ولذلك فإنه في الوقت الذي تتجاوب فيه القلوب بصدي الخبر الأليم‏(‏ مات الملك‏)‏ يجب أن يلتف المصريون جميعا حول العرش في ولاء ثابت لا يدركه ضعف أو وهن‏,‏ وأن يحيوا صاحب الجلالة فاروق الأول وقد نودي به ملكا لمصر‏'.‏

وكعادة الأهرام في هذه المناسبات فإنها لا تكتفي بالبكاء علي الحاكم الراحل وإنما تقدم لقارئها تغطية شاملة‏,‏ نري أنها كانت قد أعدتها تحسبا لرحيل الملك‏.‏

تضمنت الصفحة الأولي من هذه التغطية سجلا بولاة مصر وملوكها من بيت محمد علي‏,‏ عشرة بمن فيهم الملك الراحل‏,‏ أطولهم حكما مؤسس الأسرة‏(43‏ سنة‏)‏ يليه عباس الثاني‏(22‏ سنة‏)‏ بعدهما الملك الراحل‏(19‏ سنة‏),‏ وأقصرهم حكما حسين كامل‏(3‏ سنوات‏)‏ بعده عباس الأول‏(6‏ سنوات‏).‏

تضمنت أيضا مواد الدستور التي يجري تطبيقها في مثل هذه الظروف‏;‏ المادة‏50:‏ قبل أن يباشر الملك سلطته الدستورية يحلف اليمين التالية أمام هيئة المجلسين مجتمعين‏:'‏ أحلف بالله العظيم أن احترم الدستور وقوانين الأمة المصرية وأحافظ علي استقلال الوطن وسلامة أراضيه‏',‏ المادة‏51:‏ لا يتولي أوصياء العرش عملهم إلا بعد أن يؤدوا للمجلسين مجتمعين اليمين المنصوص عليها في المادة السابقة مضافا إليها‏'‏ وأن نكون مخلصين للملك‏',‏ المادة‏55:‏ من وقت وفاة الملك إلي أن يؤدي خلفه أو أوصياء العرش اليمين تكون سلطات الملك الدستورية لمجلس الوزراء يتولاها باسم الأمة المصرية وتحت مسئوليته‏.‏

ولنا ملاحظة أخيرة في هذا الشأن‏,‏ وهي أنه لأول مرة في التاريخ المصري الحديث يتم تنصيب حاكمها احتكاما لدستور البلاد‏,‏ وليس انتظارا لفرمان من الدولة العلية كما حدث بالنسبة للولاة والخديويين حتي عصر عباس الثاني‏,‏ أو قرارا من وزارة الخارجية البريطانية كما جري بالنسبة لكل من حسين كامل وفؤاد‏.‏

في جانب آخر من هذه التغطية قدمت جريدتنا صورة لشخصية الملك الجديد المولود في‏11‏ فبراير عام‏1920..‏ إعداده كملك مصري صميم محتفظا بتقاليد أسرته وقوميته‏,‏ قام علي تربيته خيرة المربيات من جنسيات مختلفة‏,‏ نشأ علي إتقان اللغات‏,‏ محطة الإذاعة قطعت برامجها لتذيع الخبر المحزن‏,‏ وتقرر أن تتوقف عن البث خلال اليومين التاليين إلي ما بعد دفن جثة الملك الراحل‏.‏

وتضيف الأهرام أن الملك الجديد قد نشأ علي إتقان اللغات‏,‏ العربية التي يتكلمها بلسان فصيح صحيح‏,‏ والإنجليزية والفرنسية اللتين يتحدث بهما كأبنائهما‏,‏ ومرن علي ركوب الخيل وقيادة السيارات والسباحة وجميع الألعاب الرياضية المعروفة‏'!‏

أضافت الجريدة منوهة بأنه من نعم الله علي مصر أن صور فاروقا في أجمل صورة‏,‏ وأنه تم تنصيبه‏'‏ كشافا أعظم‏'‏ في‏29‏ إبريل سنة‏1931,‏ ثم بعد عامين أنعم عليه والده بلقب‏'‏ أمير الصعيد‏'‏ واشتري ناظر الخاصة له مزرعة بلغت مساحتها‏3000‏ فدان من أجود الأطيان‏.‏

ولما كانت صناعة الملوك صناعة مصرية أصيلة فقد أضفت الأهرام علي الملك الصغير صفات جليلة‏,‏ وربما تكون مزعومة‏;‏ أنه أخذ بحظ وافر من الدراسة الخاصة وظهر نبوغه العظيم‏,‏ زار متاحف الآثار الفرعونية والعربية في القاهرة ونمت أسئلته عن دراسة ودقة‏,‏ في لندن التحق بكلية‏'‏ وولوتش‏'‏ ويستيقظ في السادسة من صباح كل يوم ويبدأ دراسته في الساعة الثامنة‏..‏ ولم تنس جريدتنا في هذه المناسبة أن تذكر بأن الملك الجديد سوف يبلغ سن الرشد بعد سنة و‏3‏ أشهر و‏14‏ يوما‏,‏ حين يكتمل له من العمر ثماني عشرة سنة هلالية‏.‏

وفي تلك الأثناء قررت لجنة قضايا الحكومة أن تصدر المحاكم المصرية‏,‏ أهلية أو مختلطة‏,‏ أحكامها باسم صاحب الجلالة الملك فاروق الأول‏,‏ كما أذاعت وزارة الأوقاف منشورا علي جميع أئمة المساجد في أنحاء القطر ليصبح دعاؤها‏((‏ اللهم نسألك أن تؤيد الإسلام والمسلمين‏,‏ وأن تعلي بفضلك كلمة الحق والدين‏,‏ وأن تشمل بعنايتك وتوفيقك ملكنا المعظم الملك فاروق الأول نصره الله‏)).‏

وبينما كانت الأهرام‏,‏ بل ومصر كلها معها‏,‏ تشرع في عملية صناعة الملك الابن‏,‏ كانت إجراءات تشييع جثمان الملك الأب تجري في مسارها‏..‏

‏***‏
قرر مجلس الوزراء أن تبدأ إجراءات التشييع بنقل الجثمان من سراي القبة إلي سراي عابدين الساعة الخامسة بعد ظهر يوم الأربعاء‏29‏ إبريل‏,‏ علي أن يشيع من عابدين إلي مسجد الرفاعي اليوم التالي الساعة العاشرة بنظام تقرر في البرنامج الرسمي علي أن يدعي المشيعون بتذاكر خاصة للحضور في التاسعة والنصف‏.‏

ومع وضع نظام للمرور وترتيب المشيعين تم استدعاء ثماني أورطات من الجيش المصري للاشتراك في الجنازة والوقوف علي جانبي الطريق الذي تخترقه‏'‏ وقد أقيمت خيام كثيرة في حديقة الأزبكية لمبيت جنود هذه الأورط ريثما تنتهي مهمتها‏'.‏ وقد تم التأكيد علي أن الجنود البريطانيين لن يشتركوا في الجنازة‏,‏ إنما يشهدها كبار الضباط البريطانيين بصفتهم من الضيوف الممتازين في مصر‏'‏ لأن البلاد تعد الجنازة من شئون مصر المحضة فتنفر من اشتراك فصيلة بريطانية ولو أرسلت كتحية من دولة حليفة عتيدة إلي دولة أخري‏'!!‏

وتأهبا‏'‏ لجنازة حارة والميت ملك‏'‏ خصصت الأهرام في عددها الصادر غداة الوفاة أكثر من صفحة لفؤاد الأول‏..‏ من أهمها الصفحة التي تضمنت ترجمة حياته‏,‏ بدءا بفترة الإمارة وقد وضعت فيها صورة نادرة للراحل عندما كان في العاشرة‏,‏ ومرورا بفترة السلطنة‏,‏ وآخرها وأهمها عندما أصبح ملكا والتي احتلت المساحة الأهم من الترجمة‏,‏ ليس فقط لأنها كانت الفترة الأطول‏(‏ أربعة عشر عاما من التسعة عشر عاما التي حكمها‏),‏ وإنما لأنها رأت أن الرجل قام بإنجازات عظيمة خلال تلك الفترة‏..‏

في التعليم‏:‏ قيام الجامعة المصرية‏,‏ التوسع الذي أصاب التعليم الابتدائي والثانوي وتعليم البنات والتعليم الفني‏,‏ هذا فضلا عن تأسيس مجمع اللغة العربية‏.‏ في الاقتصاد‏:‏ مشروعات الري والصرف‏,‏ الإصلاح الزراعي‏,‏ بنك التسليف الزراعي والعقاري‏,‏ الاهتمام بالصحة العامة‏,‏ تطوير القضاء‏,‏ العناية بالآثار العربية‏,‏ تأسيس معهد الأحياء المائية‏,‏ نهضة المواصلات‏.‏غير أن جريدتنا في كل ذلك أغفلت اعتداءات الرجل المتكررة علي الدستور والتي أوقعت البلاد في مأزق حال وفاته‏.‏

فقد نصت المادة‏52‏ علي أنه‏'‏ إثر وفاة الملك يجتمع المجلسان بحكم القانون في مدي عشرة أيام من تاريخ إعلان الوفاة‏.‏ فإذا كان المجلس منحلا وكان الميعاد المعين في أمر الحل للاجتماع يتجاوز اليوم العاشر فإن المجلس القديم يعود للعمل حتي يجتمع المجلس الذي يخلفه‏',‏ ولسوء الحظ ونتيجة لسياسات جلالته كان من الصعب إعمال هذه المادة من الدستور‏,‏ فقد توفي بعد إلغاء دستور‏1930‏ وتنكر الجميع له بمن فيهم صدقي باشا نفسه‏,‏ الأمر الذي استحال معه دعوة المجلس الذي كان قد تشكل وفقا لهذا الدستور وتم حله مع تشكيل حكومة توفيق نسيم عام‏1934,‏ كما استحالت دعوة آخر المجالس الوفدية التي كانت قد تشكلت وفقا لدستور عام‏1923,‏ بعد مضي نحو ست سنوات علي حله‏,‏ ولم يكن مندوحة من انتظار المجلس الذي سيتم انتخاب أعضائه بعد عودة العمل بهذا الدستور‏,‏ مما كان وشيك الحدوث‏.‏

نعود إلي سراي عابدين صباح يوم الأربعاء‏30‏ أبريل عام‏1936,‏ وقد جرت كافة الاستعدادات لتشييع الملك الراحل إلي مثواه الأخير في مسجد الرفاعي‏,‏ إذ‏'‏ ما كاد ينبثق الفجر حتي كانت المدينة في استقبال المئين من وفود قدمت إلي القاهرة‏,‏ وبكرت في الذهاب إلي الشوارع التي تقرر أن يسلكها الموكب‏,‏ وقد استقل الكثيرون عربات الترام حتي إذا ضاقت بهم وقف عديدون منهم علي سلمها أو علي يسار العربات‏,‏ وجاء بعضهم علي السيارات أو عربات الخيل‏.‏

في شارع فؤاد الأول أغلقت المحال التجارية والمقاهي ونكست أعلامها‏,‏ وفي الثامنة والربع كان ميدان إبراهيم قد ازدحم بعشرات الألوف من الجماهير‏..‏ واعتلي كثيرون من طبقات الشعب قاعدة تمثال إبراهيم باشا وظلوا في أماكنهم أكثر من ثلاث ساعات‏,‏ وانصرف خلق كثيرون إلي حديقة الأزبكية فدخلوها واعتلوا أسوارها‏,‏ وارتقي كثيرون منهم مرتفعاتها ليشهدوا موكب الملك الراحل عن كثب‏.‏

وفي الساعة العاشرة بدأت الجنازة سيرها مخترقة السرادق الذي بلغت سعته ثمانية آلاف شخص‏,‏ وتحركت إلي ساحة عابدين يتقدمها ضباط الجيش في خطي عسكرية وئيدة‏'‏ فالنعش محمولا علي عربة مدفع يجره ستة من الجياد‏,‏ ويتقدمه أحد ضباط الحرس الفرسان علي حصان وقد حف به البحارة والياوران وضباط الحرس الملكي‏.‏

اجتاز موكب الجنازة الرهيب‏,‏ علي حد توصيف الأهرام‏,‏ طريقه‏,‏ وقد استغرق من بدايته إلي نهايته‏65‏ دقيقة‏'‏ وأقبل الناس علي استئجار أسطح المنازل وشرفاتها‏,‏ واستعان أكثرهم بالمظلات الكبيرة للوقاية من وهج الشمس‏..‏ وفي الساعة الثانية عشرة وصل نعش الراحل العظيم إلي مدافن الأسرة الملكية في مسجد الرفاعي‏,‏ وكان جنود الجيش قد اصطفوا فيما بين مسجدي السلطان حسن والرفاعي‏,‏ ومر بينهم النعش إلي المدفن الملكي القائم في الناحية البحرية من المسجد فنحرت الذبائح ووزعت لحومها علي الفقراء‏'!!‏

للصور الفوتوغرافية‏,‏ فقد قدمت مجموعة منها في هذا العدد تسجل أهم ما حدث في تلك الجنازة التاريخية‏,‏ وقام بهذه المهمة‏'‏ رياض شحاتة‏'‏ رئيس قسم التصوير بها‏,‏ وضمت إحدي عشرة صورة رتبتها علي النحو التالي‏..‏ نعش الملك ملفوفا بالعلم المصري ومحمولا علي الأكتاف عند إنزاله من سراي القبة‏,‏ النعش عند نقله علي عربة مدفع إلي مقره الأخير‏,‏ الأمراء وهم خارجون من قصر القبة بعد نقل الجثمان‏,‏ أصحاب الفضيلة علماء الأزهر يسيرون الهوينا خلف النعش‏,‏ سلاح الطوبجية يطلقون المدافع داخل ثكنات الحرس الملكي‏,‏ نائبا الملك فاروق‏,‏ الأمير محمد علي وعلي ماهر باشا يسيران خلف النعش‏,‏ كبار ضباط الجيش البريطاني يشتركون في تشييع الجنازة‏,‏ رؤساء الوزارات السابقون مصطفي النحاس وأحمد زيور وإسماعيل صدقي ومحمد محمود أثناء سيرهم في الجنازة‏,‏ منظر عام للجماهير الغفيرة خلف الموكب‏,‏ منظر لجانب من مسجد الرفاعي‏,‏ وأخيرا فصيلة من سواري الحرس الملكي بمزاريقهم وبيارقهم وهم يجتازون شوارع العاصمة‏.‏

ولم يمض وقت طويل حتي بدأت إزالة سائر آثار الملك الراحل‏,‏ وكان آخرها طابع البريد الذي كان يحمل صورته‏,‏ ليحل محله طابع آخر يحمل صورة الملك فاروق‏,‏ الذي غادر إنجلترا قاصدا مصر علي الباخرة‏'‏ فيسروي أوف انديا‏',‏ ليبدأ عهد جديد بدأ بمجلس وصاية وانتخابات برلمانية مما يقدم مزيدا من صفحات التاريخ المصري سوف يأتي وقت قرائتها‏!‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نيلى

نيلى


عدد المساهمات : 41
نقاط : 42
تاريخ التسجيل : 11/04/2011
انثى الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Egypt_a-01
الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Imageالملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Allhom11الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا 177708



الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا   الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا Icon_minitimeالإثنين أبريل 18, 2011 10:18 pm

شكرا على
الموضوع الراقى
تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الملــــــوك يمــوتــــون أيضـــــــــــــا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحياه :: الأدب والثقافه ::  الأدب والثقافة :: شخصيات تاريخيه-
انتقل الى: