أم كلثـوم بنت محمد، و أمها السيدة خديجة، قيل إنها ولِدَت بعد فاطمة ، وأسلمت مع أمها وأخواتها مع بزوغ فجر الدعوة الإسلامية.
[ هجرتها ]
هاجرت أم كلثوم مع أختها فاطمة الزهراء، وزوجة الرسول سودة بنت زمعة إلى
المدينة ، فاستقبلهن الرسول وأتى بهنّ إلى داره التي أعدّها لأهله بعد بناء
المسجد النبوي الشريف.
[ زواجها ]
تزوّجها عتيبة بن أبي لهب قبل البعثة ولم يدخل عليها ، وطلقها تنفيذا
لرغبة أبي لهب ، ولم يدخل بها، ولما توفيت شقيقتها رقيـة ، رضي الله عنهما،
ومضت الأحزان والهموم ، زوّج رسول الله أم كلثوم لعثمان بن عفان في ربيع
الأول سنة 3 للهجرة ، وكان هذا الزواج بأمر من الله تعالى ، فقد روي عن
رسول الله (ص) أنه قال :" أتاني جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تزوج عثمان
أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها" ،وأصبح عثمان بزواجه هذا،
وبزواجه السابق من شقيقتها رقية يسمى بذي النورين ، وعاشت أم كلثوم عند
عثمان ست سنوات ولكنها لم تلد له.
[ وفاتها ]
توفيت أم كلثوم في شهر شعبان سنة تسع من الهجرة ، وقد جلس الرسول على
قبرها وعيناه تدمعان حُزناً على ابنته الغالية أم كلثوم ، فقال:" هل منكم
أحد لم يقارف الليلة " فقال أبو طلحة : " أنا " قال له الرسول " انزل "
فنزل أبو طلحة في قبرها . رضي الله عنها وأرضاها. وفي مسند الإمام أحمد
حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس ،أن
رقية لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل القبر
رجل قارف أهله الليلة" ، وفي رواية أخرى في مسند أحمد أيضا- عن أنس أن
رقية رضي الله عنها لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يدخل القبر رجل قارف أهله فلم يدخل عثمان بن عفان رضي الله
عنه القبر " وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه قال بعد وفاة
أم كلثوم رضي الله عنها ، لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان " رضي الله عنه .