هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الميت يسمع قرع نعال أصحابه، بعد وضعه في قبره،
حال انصرافهم، فعن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم..".(1)
[ووقف الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثة أيام من معركة بدر على قتلى بدر من المشركين، فنادى رجالاً منهم، فقال:
"يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة،
أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً".
فقال عمر بن الخطاب: (يا رسول الله! كيف يسمعوا أنى يجيبوا وقد جيفوا؟!).
قال: "والذي نفسي بيده! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا"، ثم أمر بهم فسحبوا، فألقوا في قليب بدر].(2)
وقد ساق ابن تيمية جملة من الأحاديث التي تدل على أن الموتى يسمعون، ثم قال:
فهذه النصوص وأمثالها تُبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن
يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قد يعرض للحي، فإنه
يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض يعرض له.(3)
--- --- --- --- --- ---
اللـــهـــم صـــلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
_______________________________________________
(1) رواهـ البخاري (1374)، ومسلم (2870).
(2) رواهـ مسلم (2874)، من حديث أنس رضي الله عنه.
(3) ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (5/364).
المصدر: القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص (109).