مازالت المرأة وستبقى تبحث وتستقصي عن أفضل السبل والوسائل لكسب قلب زوجها والاحتفاظ به مدى الحياة..
ولتحقيق هذه المعادلة التي فيها الكثير من التعقيد والصعوبة، استخدمت طريق عديدة ومتنوعة؛ فمرة تمتطي صهوة الحب، ومرة تبحر نحو شواطئ الفكر، وأحياناً تغوص في أعماق التاريخ باحثة عن حكمة أو موعظة تستطيع تطبيقها في هذا العصر، ومرات ترتدي ثوبها الحربي، وتدخل ساحة المعركة بسلاح " الكيد".
وأياً كانت الوسيلة فالهدف واحد عند المرأة وهو حل هذه المعادلة صعبة والتي تستحق - برأيها- كل هذا العناء.
والمرأة عند الكاتب الدكتور يحيى الأحمدي غاصت في أعماق التاريخ، وبحثت في مجلدات ألف ليلة وليلة وكلها أمل أن تخرج بمجموعة من الإرشادات تستطيع من خلالها أن تحل ولو بشكل جزئي تلك المعادلة التي تشغل بالها، إذ يفترض الكاتب أن النسوة اجتمعن في مكان ما بعد أن وصل إلى أيديهن المجلد القصصي "ألف ليلة وليلة" ليتدارسن العمل البطولي الفذ الذي قامت به واحدة من بنات جنسهن، الذي استطاعت معه أن تروض مليكها، وأن تكتشف مستعمرة الأطفال داخله، وتخاطبهم بحكاياتها، وبعد انتهاء المداولات والمداخلات خرجن من هذا الاجتماع بورقة عمل تاريخية شملت عدد من التوصيات قررن توزيعها على أرحام الأمهات في كل زمان ومكان لتسلم نسخة منها لكل جنين "أنثى" قبل أن ترى النور، على أن تحفظها وتمارس تنفيذ ما جاء فيها عندما تلتقي رجلها الموعود.
وقد استطعت الحصول على ورقة العمل هذه من كتاب الدكتور يحيى الأحمدي "ترويض الرجل" وسأعرض لكنّ ما جاء في هذه الورقة من توصيات لعلها تفيدكن قارئات "لها أون لاين" على أننا ننوه أن الهدف من ذلك ليس ترويض الرجل، إنما كسب حبه ووده وتقريب المسافة بينك وبينه.
-اجعلي عينيك دائماً على الطفل الساكن بداخله، واستقطبيه بكل الطرق التي يستقطب بها الأطفال بدءًا من الحدوته" وانتهاء بقطعة الشيكولاتة أو أي شيء له علاقة بمعدته.
-حاذري من أن تكوني كتاباً مفتوحاً أمامه يستطيع أن يتوقع محتوى الصفحات التالية منه، فإن تمكن بعبقريته من معرفة الخطوة التالية سارعي إلى تغيير الأحداث لتخالف توقعاته، وتحفظ لك ولحياتك معه عنصر التشويق.
-عندما تختلفين معه في موضوع ما ويكون متمسكاً ومقتنعاً به، انقلي النقاش إلى ملعب آخر تجيدين المناورة فيه، وذلك باختيار أضعف النقاط في موضوعه واعتبارها نقطة الخلاف الحقيقية!!
-لا تهتزي عندما يهدد ويتوعد، واحتفظي بهدوئك لتعرفي موطئ قدمك التالية، فهدؤوك سيجعله يعتقد أن تهديده غير ذي جدوى لديك فيتراجع عنه، ويبحث عن أسلوب آخر للضغط.
-لا تعيريه بماضيه المتواضع - الوظيفي أو العائلي- ودعي له شرف الاعتراف وسيفعلها بمحض إرادته وساعتها عليك الإشادة بعصاميته المتفردة التي لا يذكرها أحد.. ربما لعدم وجودها أصلاً!.. وتذكري أن المتغابي هو سيد قومه وليس الذكي.
-غيرتك من امرأة أخرى أمامه تفتح عينيه على ما خص من أمرها، فعليك بالتجاهل - بوعي- ثم تقليد مواطن حسنها فيما بعد، فإذا فطن لذلك فإياك والاعتراف، وأنكري أنك لاحظت شيئاً فيها مما يقوله، ومن دون أن تختمي بالعبارة العبيطة" هي مين دي اللي أنا هأغير منها؟
-اختاري الموعد المناسب لمطالبك، ولا تضيعي هباء ما وهبك الله من قدرات الأنثى، وتذكري أن معظم رفض الأزواج لمطالب زوجاتهم لا تكون للموضوع، بقدر ما يكون للتوقيت الذي تناقش فيه هذه المطالب.
-استشيريه في الأمور التي قررت فيها سلفاً أمرك، ولا تنسي ادعاء الجهل والبحث عن المشورة عند أهلها- وهو خير أهلها بالطبع. وسينهي رأيه بالتأكيد إلى ما استقر عليه رأيك دون جهد منك، وهذا الأسلوب هو أحد أسلحة "الكيد السلمي" للنساء.
وأخيراً يطالب الكاتب بأن يجتمع الرجال معاً ليبحثوا هذه الورقة، ومن ثم إعداد ورقة مضادة لها "لترويض النساء".
ولكن الرجل يختلف عن المرأة في الهدف الذي ينشده من وراء "ترويض المرأة"، فإذا كانت المرأة تسعى دوماً وبكل الطرق والأساليب لكسب قلب زوجها والحفاظ على حبه مدى حياتهما، فإن الزوج لا يخطر بباله أن يفكر أساساً بالحفاظ على حبها له، لأنه يفترض ضمنياً أن زواجه بها كافياً ليشعر أنها أصبحت له مدى الحياة، وأنه بمجرد توقيع هذا العقد فقد ضمنها من دون استخدام وسائل أو أساليب معينة، وإن أراد حقاً صياغة ورقة كهذه - كما افترض الكاتب- فلن يكون هدفه منها الوصول إلى قلب زوجته أو السعي للحفاظ عليه، وإنما هدفه تحقيق حياة هادئة مستقرة خالية من أي نوع من أنواع المشاكل أو النكد الزوجي.